«®°·.¸.•°°·.¸.•°™ منتدى فلة ™°·.¸.•°°·.¸.•°®
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

«®°·.¸.•°°·.¸.•°™ منتدى فلة ™°·.¸.•°°·.¸.•°®

«®°·.¸.•°°·.¸.•°™ منتدى فلة ™°·.¸.•°°·.¸.•°®
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 التعليقات البازية على كتاب التوحيد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابن عز

ابن عز


عدد الرسائل : 555
تاريخ التسجيل : 01/08/2008

التعليقات البازية على كتاب التوحيد Empty
مُساهمةموضوع: التعليقات البازية على كتاب التوحيد   التعليقات البازية على كتاب التوحيد Emptyالخميس سبتمبر 04, 2008 12:28 pm

بسم الله الرحمن الرحيم

كان كتاب التوحيد من أحب الكتب إلى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى ولذا كان لا يمر يوم من دروسه أو بداية دورة دراسية فصلية من دروس الشيخ إلا وتجد كتاب التوحيد يأتي في الأولوية ولا يمل الشيخ من إعادته وتكراره مرة بالتعليق على المتن نفسه ومرة بالتعليق على شروحه ومرة بالتعليق على مسائله وفوائده
قال الشيخ رحمه الله في بداية شرحه لهذا الكتاب ( المؤلف رحمه الله ألف هذا الكتاب لبيان حقيقة التوحيد وبيان حقيقة الشرك والرد على المشركين وبيان أن العبادة حق لله وحده وأن الواجب إخلاصها لله وحده وأن الواجب الحذر من الشرك قليله وكثيره ودقيقه وجليله وأضاف إلى ذلك بيان شيء من وسائل الشرك وذرائعه وشيء من البدع التي تقدح في التوحيد وشيء من المعاصي التي تنقص ثواب أهل التوحيد حتى يستكمل قارئ هذا الكتاب ما ينبغي أن يستكمل من توحيد الله وإتباع الشريعة وترك البدع والخرافات وسائر المعاصي التي حرمها الله عز وجل وهو كتاب لا نعلم أنه سبق ألف مثله في معناه على صغر حجمه وكثرة فوائده )
وهذه بعض الفوائد التي استقيتها من دروس سماحته في شرحه لهذا الكتاب الجليل إما سماعاً لأشرطته أو تعليقاً مباشراً من خلال حضور دروس سماحته في جامع سارة وجامع الثنيان بالبديعة أو الجامع الكبير بالرياض

فأسأل الله عز وجل أن ينفع بها كاتبها وقارئها
وأن يرحم شيخنا رحمة واسعة وأن ينور ضريحه ويوسع له في قبره .
قال شيخ الإسلام والمسلمين مجدّد الدعوة والدّين الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى:
[بسم الله الرحمن الرحيم]
الباب الأول
كتـاب التوحيد وقول الله تعالى ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾[الذاريات: 56]

و قوله تعالى ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾[النحل:36] الآية.
وقوله تعالى ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾[الإسراء:23] الآية.
وقوله تعالى ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا﴾[النساء:36] الآيات.
قوله تعالى: ﴿قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾[الأنعام: 151] الآيات.
قال ابن مسعود (t): من أراد أن ينظر إلى وصية محمد r التي عليها خاتمه؛ فليقرأ قوله تعالى ﴿قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا﴾ إلى قوله ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا﴾[الأنعام:151- 153] الآية.
وعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ (t) قَالَ: كُنْتُ رِديفَ النبي r. عَلَى حِمَارٍ فَقَالَ لي: «يَا مُعَاذُ! أَتَدْرِي مَا حَقّ اللّهِ عَلَى الْعِبَادِ وما حقّ العبادِ عَلَى الله؟» قُلْتُ: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «حَقّ اللّهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوه وَلاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئا. وَحَقّ الْعِبَادِ عَلَى اللّهِ أَنْ لاَ يُعَذّبَ مَنْ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئا» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللّهِ! أَفَلاَ أُبَشّرُ النّاسَ؟ قَالَ: «لاَ تُبَشّرْهُمْ. فَيَتّكِلُوا». أخرجاه

& && الفوائد المنتقاة على الباب الأول ( فجر الخميس 8/5/1415) )( التعليق على المتن )
( فجر الاثنين 24 / 7/1415) ( التعليق على الشرح – فتح المجيد - )

قوله ( بسم الله الرحمن الرحيم ) [ هذه عادة أهل العلم يبدؤون كتبهم بالبسملة كما بدأ الله عز وجل كتابه بالبسملة وقد يبدؤون بالحمدلة مع ذلك وكل حسن فإن السنة أن تبدأ بالتسمية لحصول البركة والتأسي بكتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يقتضي البدء بالبسملة وإن ثنى بالحمدلة كما بدأ الله عز وجل كتابه بالبسملة ثم الحمدلة فهذا حسن لأن الله تعالى أهل أن يثنى عليه فهو المستحق لكل ثناء .
قوله ( بسم الله ) أي باسم الله أستعين في تأليفي أو باسم أؤلف كتاباً في كذا وكذا فالباء للاستعانة والتبرك باسمه سبحانه وتعالى .

قوله (الله ) علم على الذات لا يسمى به سواه سبحانه وتعالى
قوله (الرحمن الرحيم ) اسمان من أسماء الله دلا على وصفه بالرحمة فهو الرحمن الرحيم لعباده الذي وسعت رحمته كل شيء
قوله (كتاب التوحيد ) أي هذا كتاب التوحيد والتوحيد مصدر وحد يوحد توحيداً والتوحيد هو إفراد الله بالعبادة والتوحيد ثلاثة أنواع ( توحيد الربوبية وتوحيد الإلوهية وتوحيد الأسماء والصفات ) وهذا معلوم بالاستقراء من كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
6- حديث ( كل أمر لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أقطع ) طرقه يشد بعضها بعضاً فهو من باب الحسن لغيره .
7- الصواب أن أسماء الله عز وجل أسماء ونعوت وهي مشتقة .
8- ( النافع الضار ) ورد في أحاديث ضعيفة ولكن معناه حق .
9- قوله تعالى: ﴿قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ هذه الآية تسمى آية الحقوق العشر .
10- يرى الله عز وجل في الدنيا في المنام كما رآه النبي صلى الله عليه وسلم في المنام ولكن رؤية لا تشابه رؤية المخلوقين كما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن عز

ابن عز


عدد الرسائل : 555
تاريخ التسجيل : 01/08/2008

التعليقات البازية على كتاب التوحيد Empty
مُساهمةموضوع: رد: التعليقات البازية على كتاب التوحيد   التعليقات البازية على كتاب التوحيد Emptyالخميس سبتمبر 04, 2008 12:29 pm



الباب الثاني - باب فضل التوحيد وما يكفِّر من الذنوب
وقول الله تعالى ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ا[الأنعام: 82].
عن عبادة بن الصامت t؛ قال: قال رسول الله r: «مَنْ شهِدُ أَنّ لاَ إِلَهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ, وَأَنّ مُحَمّدا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ, وَأَنّ عِيسَىَ عَبْدُ اللّهِ وَرسوله وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وَالْجَنّةَ حَقّ, وَالنّارَ حَقّ؛ أَدْخَلَهُ الله الْجَنّةَ على ما كان من العمل» أخرجاه.
ولهما في حديث عِتبان: «فَإِنّ الله قَدْ حَرّمَ عَلَى النّارِ مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاّ الله, يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ الله».
وعن أبي سعيدٍ الخدري t، عن رسول الله r؛ قال: «قال موسى عليه السلام: يا ربِّ! علِّمني شيئاً أذكرك وأدعوك به. قال: قل يا موسى: لا إله إلا الله. قال: يا رب! كل عبادك يقولون هذا؟. قال: يا موسى! لو أن السموات السبع وعامرهن غيري، والأرضين السبع في كفة و(لا إله إلا الله) في كفة، مالت بهن لا إله إلا الله» رواه ابن حبان والحاكم وصححه.
وللترمذي وحسنه عن أنسٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله r؛ يقول: «قال الله تعالى: يا ابنَ آدَمَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأرْضِ خَطَايَا ثُمّ لَقِيتَنِي لاَ تُشْرِكُ بي شَيْئاً لأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً».

&&& الفوائد المنتقاة على الباب الثاني ( فجر الخميس 22/5/1415)( التعليق على المتن )
( فجر الاثنين 19 / 10/1415) ( التعليق على الشرح – فتح المجيد - )
1- هذا الباب أراد به المؤلف رحمه الله بيان شيء من فضل التوحيد وتكفيره للذنوب وأن التوحيد هو أعظم الحسنات وأعظم الواجبات وهو أعظم الأعمال تكفيراً للذنوب فهو رأس الأعمال وأهمها وأوجبها.
2- قوله (وروح منه ) أي روح من الأرواح التي خلقها عز وجل وأوجدها.
3- حديث عبادة بن الصامت هذا من الأحاديث المطلقة الدالة على فضل التوحيد لكن دلت النصوص الأخرى على أن هذا اللفظ مقيد , وهذا الإطلاق مقيد بمن أدى حق هذه الشهادة فلا بد من قولها باللسان وتصديقها بالجنان والعمل بمقتضاها من توحيد الله والإخلاص له والبراءة من الشرك كله ولا بد من الشهادة بأن محمداً عبده ورسوله والانقياد لما جاء به وطاعته في فعل الأوامر وترك النواهي . فإذا مات على المعاصي والسيئات فهو تحت مشيئة الله عز وجل إن شاء غفر له وأدخله الجنة وإن شاء عذبه على قدر جرائمه ثم مصيره بعد هذا إلى الجنة .
4- حديث أبي سعيد الخدري : قال الشيخ : سنده لا بأس به .
5 – حديث أنس : قال الشيخ : جاء الحديث في الصحيح بهذا المعنى من حديث أبي ذر رضي الله عنه .

6 - قوله في حديث أنس (يا ابنَ آدَمَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأرْضِ خَطَايَا ثُمّ لَقِيتَنِي لاَ تُشْرِكُ بي شَيْئاً لأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَة ) هذا عند أهل العلم يفسر بوجهين
أ – أن هذا في حق من قالها صادقاً مخلصاً فيها وأتى حقها ولم يصر على سيئة أصلاً.
ب – أن هذا في حق من قالها وأتى إلى الله عز وجل تائباً من خطاياه غير مصر على سيئة وقد تاب وأقلع فخطاياه كلها مرجوحة وكلها ساقطة بسبب إخلاصه في هذه الكلمة التي تضمن توبته من جميع الذنوب وإقلاعه من جميع الذنوب وهذا المعنى لا بد منه لان النصوص الأخرى من الآيات والأحاديث على أن أهل المعاصي على خطر وأنه متوعدون بالنار وأنه تحت المشيئة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن عز

ابن عز


عدد الرسائل : 555
تاريخ التسجيل : 01/08/2008

التعليقات البازية على كتاب التوحيد Empty
مُساهمةموضوع: رد: التعليقات البازية على كتاب التوحيد   التعليقات البازية على كتاب التوحيد Emptyالخميس سبتمبر 04, 2008 12:31 pm




الباب الثالث - باب من حقَّق التوحيد؛ دخل الجنة بغير حساب

وقول الله تعالى: ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾[النحل:120].
وقوله: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ﴾[المؤمنون: 59].
وعن حُصَيْنِ بْنُ عَبْدِ الرّحْمَنِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ رضي الله عنه فَقَالَ: أَيّكُمْ رَأَى الْكَوْكَبَ الّذِي انْقَضّ الْبَارِحَةَ؟ قُلْتُ: أَنَا. ثُمّ قُلْتُ: أَمَا إِنّي لَمْ أَكُنْ فِي صَلاَةٍ. وَلَكِنّي لُدِغْتُ. قَالَ: فَمَاذَا صَنَعْتَ؟ قُلْتُ: اَرْتقَيْتُ. قَالَ: فَمَا حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ؟ قُلْتُ: حَدِيثٌ حَدّثَنَاهُ الشّعْبِيّ. قَالَ: وَمَا حَدّثَكُمُ الشّعْبِيّ؟ قُلْتُ: حَدّثَنَا عَنْ بُرَيْدَةَ بْنِ حُصَيْبٍ, أَنّهُ قَالَ: لاَ رُقْيَةَ إِلاّ مِنْ عَيْنٍ أَوْ حُمَةٍ. قَالَ: قَدْ أَحْسَنَ مَنِ انْتَهَى إِلَى مَا سَمِعَ. وَلَكِنْ حَدّثَنَا ابْنُ عَبّاسٍ عَنِ النّبِيّ r أنه قَالَ: «عُرِضَتْ عَلَيّ الأُمَمُ. فَرَأَيْتُ النّبِيّ وَمَعَهُ الرّهَطُ. وَالنّبِيّ وَمَعَهُ الرّجُلُ وَالرّجُلاَنِ. وَالنّبِيّ ولَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ. إِذْ رُفِعَ لِي سَوَادٌ عَظِيمٌ. فَظَنَنْتُ أَنّهُمْ أُمّتِي. فَقِيلَ لِي: هَذَا مُوسَىَ وَقَوْمُهُ. وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الأُفُقِ. فَنَظَرْتُ. فَإِذَا سَوَادٌ عَظِيمٌ. فَقِيلَ لِي: هَذِهِ أُمّتُكَ. وَمَعَهُمْ سَبْعُونَ أَلْفاً يَدْخُلُونَ الْجَنّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلاَ عَذَابٍ».
فنَهَضَ فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ. فَخَاضَ النّاسُ فِي أُولَئِكَ. فَقَالَ بَعْضُهُمْ: فَلَعَلّهُمُ الّذِينَ صَحِبُوا رَسُولَ اللّهِ r. فَقَالَ بَعْضُهُمْ: فَلَعَلّهُمُ الّذِينَ وُلِدُوا فِي الإِسْلاَمِ فَلَمْ يُشْرِكُوا بِالله. وَذَكَرُوا أَشْيَاءَ.
فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللّهِ r فَأَخْبَرُوهُ. فَقَالَ: «هُمُ الّذِينَ وَلاَ يَسْتَرْقُونَ. وَلاَ يَكْتَوُون. وَلاَ يَتَطَيّرُونَ. وَعَلَى رَبّهِمْ يَتَوَكّلُونَ»، فَقَامَ عُكّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ. فَقَالَ: يا رسول الله ادْعُ الله أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. قَالَ: «أَنْتَ مِنْهُمْ» ثُمّ قَامَ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ: ادْعُ الله أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. فَقَالَ: «سَبَقَكَ بِهَا عُكّاشَةُ».

&&& الفوائد المنتقاة على الباب الثالث ( فجر الخميس 7/6/1415)( التعليق على المتن )

1 – تحقيق التوحيد تخليصه وتصفيته من شوائب الشرك والبدع والمعاصي .
2- الشرك الأكبر ينافي التوحيد بالكلية والشرك الأصغر ينافي كمال التوحيد الواجب والبدعة تقدح في التوحيد وتنقص ثوابه والمعاصي كذلك تنقص ثوابه فلا يكون توحيده سالماً إلا إذا سلم من الشرك الأكبر والأصغر والبدع والمعاصي فهذا هو تحقيق التوحيد
3- وقول الله تعالى: ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً ) أمة : الداعية إلى الخير الصابر على ذلك وفسر بأنه الذي يستقيم على الحق ويثبت عليه عند فساد الناس وهذان الأمران مجتمعان في إبراهيم عليه السلام .
وإذا كان إبراهيم عليه السلام قد حقق توحيده وإيمانه فالنبي صلى الله عليه وسلم من باب أولى لأنه أكمل الناس إيماناً وخلقاً واستقامة على دين الله عز وجل

4- قوله (عُرِضَتْ عَلَيّ الأُمَمُ ) عرضها عليه في ليلة الإسراء على الصحيح
5- قوله (وَمَعَهُمْ سَبْعُونَ أَلْفاً يَدْخُلُونَ الْجَنّةَ ) جاء في الروايات الأخرى أن ربه زاده مع كل ألف سبعين ألفاً ومع كل واحد سبعين ألفاً .
6 – قوله ( ولا يسترقون ) ترك الإسترقاء افضل لما فيه من الاستغناء عن الناس إلا إذا دعت الحاجة إلى ذلك فلا بأس .


7 – قوله ( ولا يكتوون ) الكي تركه أفضل لهذا الحديث لإنه نوع من التعذيب فإذا تيسر الدواء بغير الكي فهو أولى فإن دعت الحاجة إليه فلا كراهة لقوله صلى الله عليه ( الشفا في ثلاثة : شربة عسل وشرطة محجم وكية نار وأنا أنهى أمتي عن الكي ) رواه البخاري وهذا نهي تنزيه ففعله جائز عند الحاجة إليه وتركه أفضل عند الإستغناء عنه فإن دعت الحاجة إليه فلا كراهة .

8 – النفث في الماء لا بأس به ثبت عن النبي صلى عليه وسلم أنه نفث في الماء ، ويقرأ ما تيسر من الآيات .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن عز

ابن عز


عدد الرسائل : 555
تاريخ التسجيل : 01/08/2008

التعليقات البازية على كتاب التوحيد Empty
مُساهمةموضوع: رد: التعليقات البازية على كتاب التوحيد   التعليقات البازية على كتاب التوحيد Emptyالخميس سبتمبر 04, 2008 12:33 pm


الباب الرابع - باب الخوف من الشرك
وقول الله عز وجل: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾()
وقال الخليل عليه السلام: ﴿وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ﴾[إبراهيم: 35]
وفي الحديث: «أخْوَفُ ما أخافُ عليكم الشركَ الأصغر». فسئل عنه فقال: «الرياء».
وعن ابن مسعود t، أن رسول الله r قال: «من مات وهو يدعو من دون الله نداً، دخل النار». رواه البخاري.
ولمسلم عن جابر أن رسول الله r قال: «مَنْ لَقِيَ الله لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئا دَخَلَ الْجَنّةَ, وَمَنْ لَقِيَهُ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئا دَخَلَ النّارَ».


&&& الفوائد المنتقاة على الباب الرابع ( فجر الخميس 21/6/1415)( التعليق على المتن )
( فجر الاثنين 13 / 6/1416) ( التعليق على الشرح – فتح المجيد - )

1- قوله (وفي الحديث: «أخْوَفُ ما أخافُ عليكم الشركَ الأصغر». فسئل عنه فقال: «الرياء».
قال الشيخ : الحديث رواه أحمد وغيره بإسناد جيد وله شواهد كلها تدل على خطر الرياء .
2- الشرك الأصغر أعظم من كبائر الذنوب وهذا هو الصواب .





الباب الخامس - باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله
وقول الله تعالى: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ﴾[يوسف:108].
وعن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله r لما بعث معاذاً إلى اليمن، قال له «إنّكَ تَأْتِي قَوْماً أَهْلَ كِتَابٍ، فَلْيَكُنْ أَوّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاّ الله (وفي رواية: إلى أن يوحِّدوا الله)، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ. فَأَعْلِمْهُمْ أَنّ الله افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ فَأَعْلِمْهُمْ أَنّ الله افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدّ على فُقَرَائِهِمْ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ, فَإِيّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ، وَاتّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ فَإِنّهُ لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللّهِ حِجَابٌ». أخرجاه.
ولهما عن سهل بن سعد (t): أن رسول الله r قال يوم خيبر: «أُعطِينّ الرايةَ غداً رجلاً يُحِبّ اللهَ ورسوله ويُحبّه اللهُ ورسولهُ يَفتحُ اللهُ على يديهِ». فباتَ الناسُ يَدوكون ليلَتَهم أّيهم يُعطاها. فلما أصبحوا الناسُ غَدَوا على رسولِ الله r كلهم يرجو أن يُعطاها, فقال: «أينَ عليّ بن أبي طالب؟» فقيل: هو يَشتكي عينَيهِ: فأرسلوا إليه.فأوتي به فبَصَقَ في عينَيه, ثُمَّ دَعَا لَهُ فَبَرَأ كأنْ لم يكنْ به وَجَع, فأعطاهُ الراية, فقال: «انفُذْ على رِسْلِكَ حتى تنزلَ بساحَتهم, ثم ادُعهم إلى الإِسلام, وَأَخْبِرْهُم بما يَجِبُ عليهم من حقّ اللّهِ فيه, فواللّهِ لأَنْ يَهْدِيَ اللّهُ بكَ رجُلاً واحداً خيرٌ لكَ مِن حُمْرُ النّعَم». (يدوكون)، أي: يخوضون.


&&& الفوائد المنتقاة على الباب الخامس ( فجر الخميس 27/7/1415)( التعليق على المتن )
( فجر الاثنين 20 / 6/1416) ( التعليق على الشرح – فتح المجيد - )

1- قوله (باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله) أي وجوب الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله وفضله .
2- قوله (أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي ) يعني أنا أعو إلى الله على بصيرة وأتباعي كذلك يدعون على بصيرة وهذا يدل على أن أتباع الرسول صلى الله عليه وسلم هم الدعاة إلى الله عز وجل وهم أهل البصائر فالعالم الذي لا يدعو إلى الله ويدعو الناس إلى الحق ليس من أتباع الرسول صلى الله عليه وسلم على الحقيقة وإنما أتباع الرسول صلى الله عليه وسلم هم الدعاة أهل البصائر الذين يدعون إلى الله على علم لا على جهل فلا يسكتون ولايدعون على جهالة فيجمعون بين أمرين الدعوة الى الله ولكن على علم وبصيرة .

3- قوله (فَإِيّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ ) الأموال كرائم ووسط ولئام فالزكاة تؤخذ من الوسط إلا إذا طابت نفوسهم بالكرام ودفعوها عن طيب نفس منهم فإنها تقبل منهم ولهم فيها أجر . وإنما اقتصر على التوحيد والصلاة والزكاة لأنها أهم الأمور ومن أجاب إليها أجاب إلى ما سواها من الصوم والحج والجهاد .

4- قوله (فواللّهِ لأَنْ يَهْدِيَ اللّهُ ) فيه أنه لا بأس بالقسم للتأكيد وقد يستحب ويشرع عند الحاجة للتأكيد حتى يفهم المخاطب أن هذا حق وأنه أمر مطلوب .

5- قوله (ثم ادُعهم إلى الإِسلام ) فيه أن الشريعة جاءت بالدعوة إلى الإسلام وإعلام الناس الخير وإرشادهم إلى الحق قبل قتالهم ويجوز أن يغار عليهم من غير تكرار الدعوة إذا كانوا قد دعوا كما أغار النبي صلى الله عليه وسلم على بني المصطلق وهم غارون فهذا جائز إذا دعوا فأبوا وأصروا فلا بأس أن يغار عليهم على غفلة .

6- قوله (حُمْرُ النّعَم ) الحمر بضم الحاء وتسكين الميم جمع أحمر أما حمر بضم الحاء والميم فهو جمع حمار وهو ليس المراد هنا والمراد هنا هو جمع حمراء وأحمر والمراد خير لك من الإبل الحمر التي تعرف عند العرب ويعظمونها ويرونها أشرف الإبل .



الباب السادس - باب تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله

وقول الله تعالى ﴿أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمْ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا﴾[الإسراء: 57].
قوله تعالى ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ(26)إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِي(27)وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ [الزخرف:26-28].
وقوله: ﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾[التوبة: 31].
وقوله: ﴿وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ﴾[البقرة:165].
وفي الصحيح عن النبي r: أنه قال: «مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاّ اللّهُ, وَكَفَرَ بِمَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللّهِ, حَرُمَ مَالُهُ وَدَمُهُ. وَحِسَابُهُ عَلَى اللّهِ عز وجل». وشرح هذه الترجمة ما بعدها من الأبواب.

&&& الفوائد المنتقاة على الباب السادس ( فجر الخميس 11/8/1415)( التعليق على المتن )
( فجر الاثنين 22 / 10/1416) ( التعليق على الشرح – فتح المجيد - )

1 – قال الشيخ : المؤلف ذكر هذا الباب لتفسير التوحيد بمعناه وبضده لأن الشيء يعرف بضده كما قيل
والضد يظهر حسنه الضد ــــــ وبضدها تتبين الأشياء
2- قوله (تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله ) عطف الدال على المدلول لأن التوحيد هو شهادة أن لا إله إلا الله فعطف هذا التوحيد عطفاً يقتضي بيان معناها ومرادها وأن معناها ومرادها هو توحيد الله عز وجل فالمدلول هو التوحيد والدال هو شهادة أن لا إله إ لا الله .
3- عباد القبور عملهم كفر وضلال ولكن لا يقتلون ولا تستحل دماؤهم وأموالهم حتى يبين لهم من باب إقامة الحجة .
4- من سب الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يقول لا إله إلا الله فلا يقبل منه وهو كافر لانه لو كان عنده إيمان لما سب الرسول صلى الله عليه وسلم ومثله تارك الصلاة لو كان عنده إيمان لما ترك الصلاة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن عز

ابن عز


عدد الرسائل : 555
تاريخ التسجيل : 01/08/2008

التعليقات البازية على كتاب التوحيد Empty
مُساهمةموضوع: رد: التعليقات البازية على كتاب التوحيد   التعليقات البازية على كتاب التوحيد Emptyالخميس سبتمبر 04, 2008 12:34 pm


الباب السابع - باب من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء أو دفعه
وقول الله تعالى: ﴿قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِي اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ﴾[الزمر:38].
وَعَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ t أَنّ النّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَىَ رَجُلاً فِي يَدِهِ حَلْقَةً مِنْ صُفْرٍ. فَقَالَ: «مَا هَذِهِ؟» قَالَ: هَذِهِ مِنَ الْوَاهِنَةِ. فَقَالَ: «انْزِعْهَا, فَإِنّهَا لاَ تَزِيدُكَ إِلاّ وَهْناً، فإنَّكَ لوْ مِتَّ وهي عليْك، ما أَفْلَحتَ أبداً». رواه أحمد بسند لا بأس به.
وله عن عقبة بن عامر مرفوعاً: «من تعلَّق تميمةً، فلا أتمَّ الله له، ومن تعلَّق ودعة، فلا ودَع الله له»
وفي رواية: «من تعلَّق تميمةً، فقد أشْرَك».
ولابن أبي حاتم عن حذيفة t: أنه رأى رجلاً في يده خيط من الحمى، فقطعه، وتلا قوله تعالى: ﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ﴾[يوسف: 106].

&&& الفوائد المنتقاة على الباب السابع ( فجر الخميس 29/10/1415)( التعليق على المتن )
( فجر الاثنين 6 / 11/1416) ( التعليق على الشرح – فتح المجيد - )

1- قوله ( من الشرك ) أي من الشرك الأصغر
2- الأدوية المجربة لدفع البلاء أو رفعه لا بأس بها كمثل التصبح بسبع تمرات وكالتطعيم
3- قوله (وَعَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ t أَنّ النّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَىَ رَجُلاً فِي يَدِهِ حَلْقَةً مِنْ صُفْرٍ ) جاء في رواية الحاكم أن الحلقة كانت في يد عمران بن حصين نفسه .
4 – سئل الشيخ عن الذي يكتب على الجرح آية من القرآن ؟ فأجاب الشيخ : ذكره ابن القيم ولا أعلم له أصلاً عن السلف والمشروع هو القراءة والنفث .
5- قال الشارح ( وأما التمائم والخيوط والحروز وغير ذلك مما يعلقه الجهال فهو شرك يجب إنكاره وإزالته بالقول والفعل ) قال الشيخ رحمه الله : إذا كان يترتب عليه مفسدة وفتنة فلا يفعله بل يرفعه للجهة المختصة .


الباب الثامن - باب ما جاء في الرقى والتمائم
في الصحيح عن أَبي بَشِيرٍ الأَنْصَارِيّ t، أَنّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللّهِ r فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ. فَأَرْسَلَ رَسُولاً: «أَنْ لاَ يَبْقَيَنّ فِي رَقَبَةِ بَعِيرٍ قِلاَدَةٌ مِنْ وَتَرٍ, أَوْ قِلاَدَةٌ, إِلاّ قُطعَتْ».
وعن ابن مسعود t، قال: قال سَمِعْتُ رَسُولَ الله r يَقُولُ: «إنّ الرّقَى وَالتّمائمَ وَالتّوَلَةَ شِرْك». رواه أحمد وأبو داوود.
(التّمائم) شيء يعلق على الأولاد من العين؛ لكن إذا كان المعلق من القرآن, فرخص فيه بعض السلف وبعضهم لم يرخص فيه ويجعله من المنهي عنه, منهم ابن مسعود t.
و(الرّقي): هي التي تسمى العزائم، وخَصَّ منها الدليل ما خلا من الشرك، فقد رخص فيه رسول الله rمن العين والحُمة.
و(التّوَلَةَ) شيء يصنعونه يزعمون أنه يحبب المرأة إلى زوجها والرجل إلى امرأته.
وعن عبد الله بن عُكيم مرفوعاً: «مَنْ تَعَلّقَ شَيْئاً وُكِلَ إِلَيْهِ» رواه أحمد والترمذي.
وروى أحمد عن رويفع، قال: قال لي رسول الله r: «يا رُوَيْفع! لعلَّ الحياةَ تَطُولُ بك، فأخبِرِ الناسَ أنَّ مَن عقَد لحيتَه، أو تقلَّد وتراً، أو استنجى برجيع دابَّة أو عظْم، فإن محمداً بريءٌ منه».
وعن سعيد بن جُبَير، قال: من قطع تميمة من إنسان، كان كعِدْلِ رقبة. رواه وكيع.
وله عن إبراهيم، قال: كانوا يكرهون التمائم كلَّها من القرآن وغير القرآن.

&&& الفوائد المنتقاة على الباب الثامن ( فجر الخميس 13/11/1415)( التعليق على المتن )
( فجر الاثنين11/ 5/1417) ( التعليق على الشرح – فتح المجيد - )

1- قوله (باب ما جاء في الرقى والتمائم ) قال الشيخ رحمه الله تعالى : دلت الدلائل على تحريم التمائم وأنه لا يجوز تعليقها على الأولاد ولا على المرضى بل يجب ترك ذلك للأدلة التي ذكرها المصنف .
أما الرقى ففيها تفصيل فإن كانت رقية معروفة بالآيات والدعوات المعروفة فلا بأس بشرط أن لا يعتقد أنها تشفي بنفسها بل هي سبب من الأسباب إن شاء الله نفع بها وإن شاء صرف ذلك فالرقى تكون جائزة بأمور ثلاثة
أ – أن تكون بلسان معروف المعنى ليس فيه جهالة
ب – أن يكون ذلك المعنى سليماً ليس فيه ما يخالف الشرع
ج – أن لا يعتمد عليها بذاتها بل يعتقد أنها سبب من الأسباب إن شاء الله نفع به وإن شاء سلبه نفعه .

فبهذه الشروط الثلاثة تكون الرقى جائزة عند أهل العلم والنبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا بأس بالرقى ما لم تكن شركاً ) رواه مسلم . ولأنه صلى الله عليه وسلم رقى ورقي والصحابة فعلوا ذلك فلا بأس بالرقى بهذه الشروط .

2- الأوتار من جنس التمائم
3- قوله (أَنْ لاَ يَبْقَيَنّ فِي رَقَبَةِ بَعِيرٍ قِلاَدَةٌ مِنْ وَتَرٍ ) النهي عام في كل معلق وليس بخاص بما كان من الوتر .
4 – التمائم إذا كانت من القرآن فقد حرمها البعض وممن يرى ذلك عبد الله بن مسعود ورخص فيها البعض وممن يرى ذلك عبد الله بن عمرو والصواب التحريم فإنه هو الذي تدل عليه الأدلة العامة فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من تعلق تميمة فلا أتم الله له ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له ) فالواجب هو حسم هذا الباب والقضاء عليه وأن لا يبقى منه شيء لأنه متى فتح الباب جاءت التمائم المحرمة فوجب المنع عملاً بالأحاديث العامة وسداً لذريعة الشرك .
5- الكتابة على ورقة أو في صحن قد فعله بعض السلف وروي عن ابن عباس ولم يرو ثابتاً عنه فإن فعل فلا بأس فقد فعله بعض الأئمة وذكره ابن القيم في زاد المعاد ولكن الرقية على المريض والنفث عليه أولى وأنفع .
6- قوله (مَن عقَد لحيتَه ) قيل أن المراد أن يجعلها على هيئة يشابه فيها أهل التخنث والنساء ، أو عقدها على هيئة التكبر والتعاظم والخيلاء ، أما تحسينها والاعتناء بها وتسريحها فلا بأس به وليس داخلاً في هذا .
7 – قوله (وروى أحمد عن رويفع، قال: قال لي رسول الله r: «يا رُوَيْفع! لعلَّ الحياةَ تَطُولُ بك، فأخبِرِ الناسَ أنَّ مَن عقَد لحيتَه، أو تقلَّد وتراً، أو استنجى برجيع دابَّة أو عظْم، فإن محمداً بريءٌ منه».) الحديث فيه مقال إلا أن له شواهد .
8 – تعليق الآيات في المساجد أقل ما فيها الكراهة ، أما في المنازل فالأمر فيها أوسع .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن عز

ابن عز


عدد الرسائل : 555
تاريخ التسجيل : 01/08/2008

التعليقات البازية على كتاب التوحيد Empty
مُساهمةموضوع: رد: التعليقات البازية على كتاب التوحيد   التعليقات البازية على كتاب التوحيد Emptyالخميس سبتمبر 04, 2008 12:35 pm


الباب التاسع - باب من تبرك بشجر أو حجر ونحوهما
وقول الله تعالى ﴿أَفَرَأَيْتُمْ اللَّاتَ وَالْعُزَّى(19)وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى(20)أَلَكُمْ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنثَى(21)تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى﴾[النجم:19-22].
وعن أبي وَاقِدٍ الّليْثِيّ ، قال: خرجنا مع رسول الله r إِلَى حُنَيْنٍ، ونحن حدثاء عهد بكفر، وللمشركين سِدْرَة يعكفون عندها ويَنُطون بها أسلحتهم، يقال لها: ذاتُ أنواط، فمررنا بسدرة، فقلنا: يا رسولَ الله اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ كَمَا لَهُمْ ذَاتُ أَنْوَاطٍ. فقال رسول الله r: «الله أكبر! إنها السنن! قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى ﴿اجْعَل لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ﴾[الأعراف: 138]. لَتَرْكَبُنّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ». رواه الترمذي وصححه.

&&& الفوائد المنتقاة على الباب التاسع ( فجر الخميس 11/5/1416)( التعليق على المتن )
( فجر الاثنين25/ 5/1417) ( التعليق على الشرح – فتح المجيد - )

1- قوله (باب من تبرك بشجر أو حجر ونحوهما ) ترك الجواب لأنه معلوم أي فقد أشرك .
2 – قوله (وعن أبي وَاقِدٍ الّليْثِيّ ) الحديث إسناده صحيح .



الباب العاشر- باب ما جاء في الذبح لغير الله
وقول الله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(162)لَا شَرِيكَ لَهُ﴾الآية[الأنعام: 162-163].
وقوله: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾[الكوثر: 2].
عن علي t، قال: حَدّثَنِي رسول الله rبِأَرْبَعٍ كَلِمَاتٍ «لَعَنَ اللّهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللّهِ. لَعَنَ اللّهُ مَنْ آوَىَ مُحْدِثاً. لَعَنَ اللّهُ مَنْ لَعَنَ وَالِدَيْهِ. لَعَنَ اللّهُ مَنْ غَيّرَ الْمَنَارَ.» رواه مسلم
وعن طارق بن شهاب، أن رسول الله r قال: «دخل الجنة رجل في ذباب ودخل النار رجل في ذباب» قالوا: وكيف ذلك يا رسول الله؟ قال: «مر رجلان على قوم لهم صنم لا يجوزه أحد حتى يقرب له شيئاً، فقالوا لأحدهما: قرب. قال: ليس عندي شيء أقربه. قالوا له: قرب ولو ذباباً. فقرب ذباباً، فخلوا سبيله، فدخل النار. فقالوا للآخر: قرب. فقال: ما كنت لأقرب لأحد شيئاً دون الله عز وجل. فضربوا عنقه، فدخل الجنة» رواه أحمد

&&& الفوائد المنتقاة على الباب العاشر ( فجر الخميس 25/5/1416)( التعليق على المتن )
( فجر الاثنين9/ 6/1417) ( التعليق على الشرح – فتح المجيد - )

1- الذبح لغير الله من الشرك الأكبر فالذبح عبادة لا تكون إلا لله عز وجل .

2 – قوله (مَنْ آوَىَ مُحْدِثاً ) معناه الذي يؤوي أهل البدع والمعاصي وينصرهم يكون ملعوناً والعياذ بالله ومن يحمي كذلك عن إقامة الحدود على الزاني أو اللائط أو غيرهما .

3 – قوله ( وعن طارق بن شهاب ) من صغار الصحابة رأي النبي صلى الله عليه وسلم صغيراً وحدث عنه وروايته مرسلة

4 – قوله (. فقالوا للآخر: قرب. فقال: ما كنت لأقرب لأحد شيئاً دون الله عز وجل. فضربوا عنقه، فدخل الجنة)
هذا يحتمل أحد أمرين :
أ – أن في شريعة من قبلنا ليس فيه العذر بالإكراه ولهذا لم يأخذ بالرخصة ولم يعمل ما يخلصه من شرهم .
ب – أنه يمكن أن يكون هناك رخصة وعذر بالإكراه ولكن لقوة إيمانه وعدم مبالاته بهم لم يأخذ بالرخصة وبادر بالإنكار وقال (ما كنت لأقرب لأحد شيئاً دون الله عز وجل )

5 – قوله (وعن طارق بن شهاب - رواه أحمد) قال الشيخ : سنده لا بأس به .

6- لا فرق في العذر بين الإكراه بالقول والفعل .


الباب الحادي عشر - باب لا يُذبح لله في مكان يُذبح فيه لغير الله
وقول الله تعالى: ﴿لاَ تَقُمْ فِِيهِ أَبَداً لََمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللهُ يُحِبُّ المُطَّهِّرِينَ﴾[التوبة: 108].
وعن ثَابِت بن الضّحّاكِ t، قال: نَذَرَ رَجُلٌ أنْ يَنْحَرَ إبِلاً بِبُوَانَةَ، فسأل النبي r فقال: «هَلْ كَانَ فِيهَا وَثَنٌ مِنْ أوْثَانِ الْجَاهِلِيّةِ يُعْبَدُ؟». قالُوا: لاَ. قالَ: فهَلْ كَانَ فِيهَا عِيدٌ مِنْ أعْيَادِهِمْ؟ قالُوا: لاَ. قالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: أوْفِ بِنَذْرِكَ فَإنّهُ لاَ وَفَاءَ لِنِذْرٍ في مَعْصِيَةِ الله وَلاَ فِيمَا لاَ يَمْلِكُ ابنُ آدَمَ». رواه أبو داوود، وإسناده على شرطهما

&&& الفوائد المنتقاة على الباب الحادي عشر ( فجر الخميس 9/6/1416)( التعليق على المتن )
( فجر الاثنين 7/ 7/1417) ( التعليق على الشرح – فتح المجيد - )
1- هذا الباب أراد به المصنف رحمه الله أنه لا يجوز لأهل الإيمان التشبه بأهل المعاصي ومشاركتهم في محلات المعاصي والشرور ولا يكون في مجامعهم التي فيها معصية الله والتقرب إلى غيره بل ينبغي أن يكون على انفصال وعلى إتحاد ضد أهل الكفر والردة والمعاصي .
2- قوله (لاَ تَقُمْ فِِيهِ أَبَداً ) يدل على أن المحلات المؤسسة للكفر والضلال لا يجوز بقاؤها بل يجب إتلافها والقضاء عليها حتى لا تبقى شعاراً للكفرة ولا موئلاً لهم ولا مجتمعاً لهم فاحتج المؤلف بهذا للدلالة على أن المحل المعد للصلاة لغير الله أو المعد للفسق والمعاصي أنه يقضى عليه ولا يبقى حتى لا يكون تشجيعاً لأهل الباطل وحتى لا يكون إعانة لهم على باطلهم .فالمقصود أن المكان المعد للكفر والمعاصي لا ينبغي للمؤمن أن يفعل فيه طاعة الله عز وجل بل يبتعد عن ذلك إلا إذا غير هذا المكان بأن جعل مسجداً أو بيتاً لمؤمن أو انتفت عنه حالة الجاهلية فلا بأس أن يعبد الله فيه .
3- قوله (فَإنّهُ لاَ وَفَاءَ لِنِذْرٍ في مَعْصِيَةِ الله ) النذر في معصية الله لا يجوز الوفاء به واختلف العلماء هل فيه كفارة يمين ؟
على قولين أرجحهما أن فيه كفارة يمين فهو لا يصح وفيه كفارة يمين وقال بعضهم هو باطل ولا كفارة فيه واحتجوا بالعمومات ولكن جاء في بعض الأخبار أن فيه كفارة يمين .




الباب الثاني عشر - باب من الشرك النذر لغير الله تعالى
وقول الله تعالى: ﴿يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا﴾[الإنسان: 7].
وقوله: ﴿وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللهَ يَعْلَمُهُ وَمَا للظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ﴾[البقرة: 270].
وفي الصحيح عن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله rقال: «منْ نذَرَ أنْ يطيعَ اللهَ، فليطعْه، ومن نذر أن يعصيَ الله، فلا يعصِه».

&&& الفوائد المنتقاة على الباب الثاني عشر ( فجر الخميس 23/6/1416)( التعليق على المتن )
( فجر الاثنين 21/ 7/1417) ( التعليق على الشرح – فتح المجيد - )

1 – قوله (باب من الشرك النذر لغير الله تعالى ) أي من الشرك الأكبر.
2- قوله ( وقوله تعالى وقوله: ﴿وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ ﴾ دل ذلك على أن النذر عبادة لأنه قرنه بالنفقة والنفقة عبادة إذا كانت لوجه الله تعالى .
3 – قال الشارح ( وحكي عن أبي حنيفة : أنه لا يلزم الوفاء إلا بما جنسه واجب بأصل الشرع كالصوم وأما ما ليس كذلك كالاعتكاف فلا يجب الوفاء به ) قال الشيخ رحمه الله تعالى ( الصواب أنه عام فلو نذر أن يعتكف عشرة أيام فعليه الوفاء به ولو كان الاعتكاف غير واجب في أصله ) .
4- نذر المعصية الواجب التوبة منه وفيه كفارة اليمين لحديث ( لا نذر في معصية وكفارته كفارة يمين ) أخرجه النسائي .

5- النذر خمسة أنواع
أ – نذر الطاعة يجب الوفاء به
ب- نذر المعصية يحرم الوفاء به
ج – النذر المكروه يستحب تركه
د – النذر المستحب يستحب فعله
هـ - النذر المباح يخير فيه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن عز

ابن عز


عدد الرسائل : 555
تاريخ التسجيل : 01/08/2008

التعليقات البازية على كتاب التوحيد Empty
مُساهمةموضوع: رد: التعليقات البازية على كتاب التوحيد   التعليقات البازية على كتاب التوحيد Emptyالخميس سبتمبر 04, 2008 12:40 pm



الباب الثالث عشر - باب من الشرك الاستعاذة بغير الله
وقول الله تعالى: ﴿وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً﴾[الجن: 6]
وعن خولة بنت حكيم رضي الله عنها قالت: سَمِعْتُ رَسُولَ الله r يَقُولُ «مَنْ نَزَلَ مَنْزِلاً فقَالَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللّهِ التّامّاتِ مِنْ شَرّ مَا خَلَقَ, لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ, حَتّىَ يَرْحَلَ مِنْ مَنْزِلِهِ ذَلِكَ» رواه مسلم


&&& الفوائد المنتقاة على الباب الثالث عشر ( فجر الخميس 8/7/1416)( التعليق على المتن )
( فجر الاثنين 28/ 7/1417) ( التعليق على الشرح – فتح المجيد - )

قوله ( من الشرك الاستعاذة بغير الله ) أي من الشرك الأكبر لأن الاستعاذة عبادة فلا يجوز صرفها إلا لله عز وجل ، وصرفها لغير الله شرك بالله سبحانه وتعالى .

2 – قوله ( وقوله تعالى ﴿وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً﴾ ) أي زاد الجنُ الإنسَ ذعراً وخوفاً عقوبة لهم فالواو راجع للجن ، وقال بعض السلف المعنى : أي زاد الإنسُ الجنَ طغياناً وتكبراً وتأسداً فالواو راجع للإنس .

3 – قوله (منْ نَزَلَ مَنْزِلاً فقَالَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللّهِ التّامّاتِ مِنْ شَرّ مَا خَلَقَ ) فيستحب لمن نزل منزلاً أن يقول ذلك وهكذا إذا ركب الطائرة أو السيارة أو القطار أو السفينة فهي منزل وجاء في حديث صحيح ما يدل على استحباب تكرارها ثلاثاً .

4 – قوله ( أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللّهِ التّامّاتِ ) أي كلماته الكونية النافذة وقال بعض السلف : أي الكلمات الشرعية كلمات القرآن وهي كلمات مشرفة وكلا القولين حق فإن كلماته الكونية والشرعية كلها حق ووصف له سبحانه وتعالى . واستدل السلف بهذا الحديث وأشباهه على أن كلام الله غير مخلوق لأنه لو كان مخلوقاً لم يجز الاستعاذة به لأنه أجمع العلماء على أنه لا يستعاذ إلا بالله فلما جاءت الاستعاذة بكلمات الله تعالى دل على أن كلام الله صفة من صفاته .

5 – دعاء الحي غير الحاضر شرك أكبر كأن يقول ( يا فلان انصرني ) لرجل في مكة وهو في الرياض .




الباب الرابع عشر - باب من الشرك أن يستغيث بغير الله أو أن يدعو غيره
وقول الله تعالى: ﴿وَلاَ تَدْعُ مِنْ دُونِ اللهِ مَا لاَ يَنْفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِّنَ الظَّالِمِينَ (106) وَإِن يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَن يَّشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾[يونس: 106 -107].
وقوله: ﴿إِنَّ الذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لاَ يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقأ فَابْتَغُوا عِنْدَ اللهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾[العنكبوت:17].
وقوله: ﴿وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُواْ مِن دُونِ اللهِ مَن لاَّ يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلى يَوْمِ القِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ(5) وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِِعِبَاَدِتِهمْ كَافِرِينَ﴾ [الأحقاف:5-6].
وقوله: ﴿أَمَّن يُجِيبُ المُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَءِلَهٌ مَّعَ اللهِ﴾[النمل: 62].
روى الطبراني بإسناده: أنه كان في زمن النبي r منافق يؤذي المؤمنين، فقال بعضهم: قوموا بنا نستغيث برسول الله rمن هذا المنافق. فقال النبي r: «إنه لا يستغاث بي، إنما يستغاث بالله».

&&& الفوائد المنتقاة على الباب الرابع عشر ( فجر الخميس 22/7/1416)( التعليق على المتن )
( فجر الاثنين 16/ 10/1417) ( التعليق على الشرح – فتح المجيد - )

قوله (أن يستغيث بغير الله أو أن يدعو غيره ) عطف الدعاء على الاستغاثة من عطف العام على الخاص لأن الاستغاثة دعاء أيضاً ولكنها من المكروب فكل مستغيث داعٍ وليس كل داعٍ مستغيث فالمستغيث هو الذي يدعو في شدة الكرب .
2 – دعاء المخلوق الحي القادر الحاضر ليس بشرك ولا محذور فيه بإجماع المسلمين مثل قوله تعالى ( فاستغاثه الذي من شيعته ) فالمستغيث والمستغاث به كانا موجودان حاضران وأما قوله (وآمعتصماه وأبتاه ) فهذا من باب التوجع لا من باب الاستغاثة مثل قول فاطمة عند وفاة أبيها صلى الله عليه وسلم ( وأبتاه أجاب رباً دعاه ) .
3 - حديث ( الدعاء مخ العبادة ) فيه ضعف .
4 – قوله (روى الطبراني بإسناده: أنه كان في زمن النبي r منافق يؤذي المؤمنين، فقال بعضهم: قوموا بنا نستغيث برسول الله rمن هذا المنافق. فقال النبي r: «إنه لا يستغاث بي، إنما يستغاث بالله».) هذا الحديث جاء في بعض الروايات أنه عن عبادة بن الصامت وأن المنافق هو عبد الله بن أبي بن سلول . والحديث في ضعف .
والخبر لو صح يحتمل أحد أمرين : أحدهما : أنه صلى الله عليه وسلم قال (إنه لا يستغاث بي) لأنه لا يستطيع قتل عبد الله بن أبي لانه ممنوع من ذلك صلى الله عليه وسلم لئلا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه والاحتمال الثاني : أنه قال ذلك صلى الله عليه وسلم سداً للذريعة وإن كان يقدر على قتله أو سجنه أو نفيه من الأرض وإنما قال ذلك من باب سد الذرائع حتى لا يتساهلوا في مثل هذا الكلام ويعتادوه فيقعوا في المحذور .


الباب الخامس عشر - باب قول الله تعالى﴿أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ(191) وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلاَ أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ﴾[الأعراف:191-192]
وقوله: ﴿وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ(13)إنْ تَدْعُوهُمْ لاً يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ القِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلاَ يَنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ﴾[فاطر:13]،
وفي الصحيح، عن أنسٍ رضي الله عنه قال: شج النبي r يَوْمَ أُحُدٍ، و كُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ، فقال: «كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ شَجّوا نَبِيّهُمْ؟»، فنزلت: ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ﴾ [آل عمران: 128].
وفيه: عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله r يقول: إِذَا رفعَ رأسَه من الرّكوع منَ الرّكعةِ الآخِرةِ من الفجر يقول: اللهمّ العَنْ فلاناً وفلاناً وفلاناً, بعدَما يقول سمعَ اللّه لمن حَمِدَه ربّنا ولكَ الحمد. فأنزل الله: ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ﴾[آل عمران:128].
وفي رواية يدعو على صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو والحارث ابن هشام، فنزلت: ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ﴾ [آل عمران: 128]
وفيه: عن أبي هريرة t، قال: قام فينا رسول الله rحين أنزل عليه: ﴿وأنذِرْ عَشيرتَكَ الأقرَبين﴾ [الشعراء: 214]، فقال: «يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ (أو كلمة نحوها) اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ [مِنَ الله]. لاَ أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ الله شَيْئَاً. يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطّلِبِ لاَ أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ الله شَيْئاً. يَا عَبّاسُ بْنَ عَبْدِ الْمُطّلِبِ لاَ أُغْنِي عَنْكَ مِنَ الله شَيْئاً. يَا صَفِيّةُ عَمّةَ رَسُولِ اللّهِ لاَ أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللّهِ شَيْئاً. يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ رَسُولِ اللّهِ سَلِينِي بِمَا شِئْتِ. لاَ أُغْنِي عَنْكِ مِنَ الله شَيْئاً».

&&& الفوائد المنتقاة على الباب الخامس عشر ( فجر الخميس 11/10/1416)( التعليق على المتن )

1- أراد المصنف بهذه الترجمة بيان ما كان عليه أهل الشرك في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وما قاتلهم عليه وما دعا أمته إليه من التوحيد والإيمان.
2 – ذكر المصنف حديث أنس وابن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهم لبيان أن الرسول صلى الله عليه وسلم وهو أفضل البشر وأفضل الأنبياء ولم يدفع عن نفسه وكذا صحابته أفضل الخلق بعد الأنبياء ومع ذلك هزموا في أحد وقتل منهم من قتل ليعلم الخلق أن محمداً صلى الله عليه وسلم وأصحابه ليسوا بالآهة وليسوا قادرين دفع الضر عن أنفسهم بل أمرهم إلى الله عز وجل فإذا كان أولئك وهم أفضل الخلق وأعظمهم منزلة عند الله لا يدفعون عن أنفسهم فغيرهم من باب أولى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن عز

ابن عز


عدد الرسائل : 555
تاريخ التسجيل : 01/08/2008

التعليقات البازية على كتاب التوحيد Empty
مُساهمةموضوع: رد: التعليقات البازية على كتاب التوحيد   التعليقات البازية على كتاب التوحيد Emptyالخميس سبتمبر 04, 2008 12:41 pm


الباب السادس عشر - باب قول الله تعالى:﴿حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾[سبأ:23].
وفي الصحيح عن أبي هريرة t عن النبي r، قال:«إذا قضى الله الأمر في السماء، ضربت الملائكة بأجنحتها خَضَعاناً لقوله، كأنه سلسلة على صفوان، ينفذهم ذلك:﴿حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾[سبأ:23]، فيسمعها مسترق السمع، ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض، وصفه سفيان بكفه، فحرفها وبدد بين أصابعه، فيسمع الكلمة، فيلقيها إلى من تحته ثم يلقيها الآخر إلى من تحته، حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن، فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها، وربما ألقاها قبل أن يدركه، فيكذب معها مئة كَذْبة، فيقال: أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا: كذا وكذا؟ فيصدق بتلك الكلمة التي سمعت من السماء».
وعن النوّاس بن سِمعان (t)، قال: قال رسول الله r: «إذا أراد الله تعالى أن يوحي بالأمر تكلّم بالوحي، أخذت السماوات منه رجفة (أو قال: رعدة شديدة) خوفاً من الله عز وجل. فإذا سمع ذلك أهل السماوات صعِقوا وخروا لله سجداً، فيكون أول من يرفع رأسه جبريل عليه السلام، فيكلمه الله من وحيه بما أراد، ثم يمر جبريل على الملائكة، كلما مر بسماء، سأله ملائكتُها: ماذا قال ربنا يا جبريل؟ فيقول جبريل: قال الحق، وهو العلي الكبير. فيقولون كلهم مثل ما قال جبريل، فينتهي جبريل بالوحي إلى حيث أمره الله عز وجل»


&&& الفوائد المنتقاة على الباب السادس عشر ( فجر الخميس 25/10/1416)( التعليق على المتن )

1- أراد المصنف بهذه الترجمة بيان عظمة الله عز وجل وأنه المستحق أن يعبد دون غيره
وفيه الرد على عباد القبور وعباد الملائكة وعباد الرسل وعباد الأشجار والأحجار فبين أن الملائكة تفزع وتخاف الله وتوجل منه سبحانه وتعالى فكيف يعقل أن تعبد من دون الله . فمن كان يخاف الله ويخشى عذابه كالرسل والملائكة والصالحون وغيرهم لا يستحقون العبادة من دون الله عز وجل .

2- قوله (وعن النوّاس بن سِمعان (t) ) بكسر السين . قال الشيخ رحمه تعالى ( ويقال بفتح السين ) .
3 - قوله (وعن النوّاس بن سِمعان (t) ) قال الشيخ رحمه الله : الحديث سنده لا بأس به وله شواهد .



الباب السابع عشر - باب الشفاعة
وقوله الله عز وجل: ﴿وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾[الأنعام: 51]
وقوله: ﴿قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا﴾[الزمر:44].
وقوله: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ﴾[البقرة:255].
وقوله: ﴿وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى﴾[النجم:26].
قوله: ﴿قُلْ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ(22)وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ﴾[سبإ:22-23].
قال أبو العباس رحمه الله تعالى: نفى الله عما سواه كل ما يتعلق به المشركون، فنفى أن يكون لغيره ملك أو قسط منه، أو يكون عوناً لله، ولم يبق إلا الشفاعة، فبين أنها لا تنفع إلا لمن أذن له الرب، كما قال تعالى: ﴿وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنْ ارْتَضَى﴾[الأنبياء:28], فهذه الشفاعة التي يظنها المشركون هي منتفية يوم القيامة، كما نفاها القرآن وأخبر النبي r: «أنه يأتي فيسجد لربه ويحمده -لا يبدأ بالشفاعة أولاً - ثم يقال له: ارفع رأسك، وقل يسمع، وسل تعط، واشفع تشفع»
وقال له أبو هريرة: من أسعد الناس بشفاعتك يا رسول الله؟ قال: «من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه».
فتلك الشفاعة لأهل الإخلاص بإذن الله ولا تكون لمن أشرك بالله.
وحقيقته أن الله سبحانه هو الذي يتفضل على أهل الإخلاص، فيغفر لهم بواسطة دعاء من أذن له أن يشفع. ليكرمه وينال المقام المحمود.
فالشفاعة التي نفاها القرآن ما كان فيها شرك. ولهذا أثبت الشفاعة بإذنه في مواضع. وقد بين النبي r أنها لا تكون إلا لأهل التوحيد والإخلاص. انتهى كلامه رحمه الله.

&&& الفوائد المنتقاة على الباب السابع عشر ( فجر الخميس 9/11/1416)( التعليق على المتن )

1- قوله ( باب الشفاعة ) أي المثبت منها والمنفي والحق منها والباطل .

2 – المقام المحمود هو شفاعته صلى الله عليه وسلم الشفاعة العظمى يوم القيامة وقيل أن المقام المحمود هو أن يجلسه المولى جل وعلا معه على العرش يوم القيامة ولكن الحديث في صحته نظر والمشهور عند أهل أن المقام المحمود هو الشفاعة العظمى يوم القيامة .



الباب الثامن عشر - باب قول الله تعالى: ﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ﴾[القصص:56]
وفي الصحيح عن ابن المسيب، عن أبيه، قال: لما حضرت أبا طالب الوفاة، جاءه رسول الله r وعنده عبد الله بن أبي أمية وأبو جهلٍ، فقال له:«يا عم! قل: لا إله إلا الله، كلمة أحاج لك بها عند الله» فقالا له : أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فأعاد عليه النبي r، فأعادا، فكان آخر ما قال : هو على ملة عبد المطلب، وأبى أن يقول: لا إله إلا الله . فقال النبي r: «لاستغفرن لك ما لم أنه عنك».
فأنزل الله عز وجل: ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى﴾[التوبة:113]
وأنزل الله في أبي طالب ﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ﴾[القصص:56].


&&& الفوائد المنتقاة على الباب الثامن عشر ( فجر الخميس 21/5/1417)( التعليق على المتن )

1- هذا الباب ذكره المصنف ليبين أن الرسل وأفضلهم محمد صلى الله عليه وسلم لا يملكون شيئاً من أمر الله إلا ما ملكهم إياه فليس لهم شيء من التصرف إلا ما جعله الله لهم ولهذا لا يصلحون أن يعبدوا من دون الله
وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يستطع أن يهدي عمه أبا طالب دل هذا على الأمر كله بيد الله عز وجل فهو يهدي من يشاء ويضل من يشاء وبيده كل شيء سبحانه وتعالى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن عز

ابن عز


عدد الرسائل : 555
تاريخ التسجيل : 01/08/2008

التعليقات البازية على كتاب التوحيد Empty
مُساهمةموضوع: رد: التعليقات البازية على كتاب التوحيد   التعليقات البازية على كتاب التوحيد Emptyالخميس سبتمبر 04, 2008 12:42 pm


2 – قوله (ابن المسيب ) هو سعيد بن المسيب بن حزم بن أبي وهب المخزومي هو تابعي وأبوة وجده صحابيان والمسيب الأشهر بالفتح وضبطه بعضهم بالكسر ولكن الأشهر والمعروف عند المحدثين بالفتح .

الباب التاسع عشر - باب ما جاء أن سبب كُفْرِ بني آدم وتركِهم دينهم هو الغلو في الصالحين
وقول الله عز وجل: ﴿يَا أَهْلَ الكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلاَّ الحَقَّ﴾[النساء: 171].
وفي الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قول الله تعالى: ﴿وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا(23) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثٍيرًا﴾[نوح:23-24] قال: هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا، أوحى الشيطان إلى قومهم: أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصاباً، وسموها بأسمائهم، ففعلوا، ولم تعبد، حتى إذا هلك أولئك، ونسي العلم، عبدت. وقال ابن القيم قال غير واحد من السلف: لما ماتوا عكفوا على قبورهم ثم صوروا تماثيلهم ثم طال عليهم الأمد فعبدوهم.
وعن عمر أن رسول الله r قال «لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد فقولوا: عبد الله ورسوله». أخرجاه.
ولمسلم عن ابن مسعود، أن رسول الله r قال: «هلك المتنطعون». قالها ثلاثا.

&&& الفوائد المنتقاة على الباب التاسع عشر ( فجر الخميس 5/6/1417)( التعليق على المتن )
( فجر الخميس 9/ 6/1413) ( التعليق على الشرح – فتح المجيد - )

1 – المقصود من هذا الباب التحذير من الغلو وبيان أن محبة الصالحين والرسل والأولياء دين يدان به وهو مما شرعه الله عز وجل لكن هذا الحب لا يجوز الغلو فيه فحبهم يقتضي السير في مسيرهم ووفق منهاجهم والترضي عنهم لا عبادتهم والاستغاثة بهم .

2- الغلو هو الزيادة في العبادة من قول أو فعل .

3- الإطراء : مجاوزة الحد في المدح

4 – قوله (وقال رسول الله r: «إياكم والغلو، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو» ) هذا الحديث رواه الإمام أحمد وأصحاب السنن من حديث ابن عباس بإسناد جيد .





الباب العشرون - باب ما جاء في التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح، فكيف إذا عبده؟!

في الصحيح عن عائشة، أن أُمّ سَلَمَةَ ذَكَرَتْ لرسول الله r كَنِيسَةً رَأَتْهَا بِأرض الْحَبَشَةِ، وما فيها من الصور، فقال: «أُولَئِكِ, إِذَا مات فِيهِمُ الرّجُلُ الصّالِحُ أو العبد الصالح، بَنَوْا عَلَىَ قَبْرِهِ مَسْجِداً، وَصَوّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصّوَرَ أُولَئِكِ شِرَارُ الْخَلْقِ عِنْدَ الله» فهؤلاء جمعوا بين الفتنتين: فتنة القبور، وفتنة التماثيل.
ولهما عنها، قالت: لما نزل برسول الله r، طَفِقَ يَطْرَحُ خُمِيصَةً لَهُ عَلَى وَجْهِهِ. فَإِذَا اغْتَمّ بها كشَفَهَا فقال وهو كذلك: «لَعْنَة اللّهُ على الْيَهُودَ وَالنّصَارىَ. اتّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» يُحَذّرُ مَا صَنَعُوا، وَلَوُلاَ ذَلكَ أُبْرِزَ قَبْرُهُ, غَيْرَ أَنّهُ خُشِيَ أَنّ يُتّخَذَ مَسْجِداً. أخرجاه
ولمسلم عن جندب بن عبد الله، قال: سَمِعْتُ النّبِيّ r قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِخَمْسٍ, وَهُوَ يَقُولُ: «إِنّي أَبْرَأُ إِلَى الله أَنْ يَكُونَ لِي مِنْكُمْ خَلِيلٌ, فَإِنّ الله قَدِ اتّخَذَنِي خَلِيلاً, كَمَا اتّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً, وَلَوْ كُنْتُ مُتّخِذاً مِنْ أُمّتِي خَلِيلاً لاَتّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلاً. أَلاَ وَإِنّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانُوا يَتّخِذُونَ قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ, أَلاَ فَلاَ تَتّخِذُوا الْقُبُورَ مَسَاجِدَ. إِنّي أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكَ».
فقد نهى عنه في آخر حياته، ثم إنه لعن -وهو في السياق- من فعله. والصلاة عندها من ذلك وإن لم يبن مسجد وهو معنى قولها: خُشِيَ أَنّ يُتّخَذَ مَسْجِداً.
فإن الصحابة لم يكونوا ليبنوا حول قبره مسجداً، وكل موضع قصدت الصلاة فيه، فقد اتخذ مسجداً، بل كل موضع يصلى فيه، يسمى مسجداً، كما قال r: « جُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ مَسْجِداً وَطَهُوراً».
ولأحمد بسند جيد عن ابن مسعود (t) مرفوعاً: «إنّ من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء، والذين يتخذون القبور مساجد». ورواه أبو حاتم في صحيحه.

&&& الفوائد المنتقاة على الباب العشرين ( فجر الخميس 26/6/1417)( التعليق على المتن )
( فجر الخميس 23/ 6/1413) ( التعليق على الشرح – فتح المجيد - )

1 – التعبد عند القبور وسيلة للشرك الأكبر فالبدع بريد الشرك .
2 - قوله (اتّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ ) عند مسلم ( وصالحيهم ) وقد سقطت عند المؤلف وقد جمع بهذا التحذير من إتخاذ القبور مساجد من ثلاثة أوجه – أ – الأول ذم من فعل ذلك
ب – الثاني (فَلاَ تَتّخِذُوا الْقُبُورَ مَسَاجِدَ)
ج – الثالث (إِنّي أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكَ)

3- لا يقال ( رضي الله عنه ) أنه خاص بالصحابة بل يكون للمؤمنين كما في سورة البينة ( رضي الله عنهم ورضوا عنه ) ولكن جرى السلف الترضي عن الصحابي عادة وإلا فهو ليس خاصاً بهم .
4- تخصص علي رضي الله عنه بـ( كرم الله وجهه ) هذا من بدع الرافضة .
5 – الصواب أن العلة في النهي عن الصلاة على القبور خوف فتنة بالشرك وليست العلة النجاسة .
6 – الصواب أنه ينهى عن الصلاة في المقبرة ولو لم يكن فيها إلا قبر واحد .
7 – صلاة الجنازة مستثناة من عموم النهي من الصلاة على المقبرة .

الباب الحادي والعشرون - باب ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثاناً تعبد من دون الله

روى مالك في الموطأ، أَنّ رَسُولَ اللّهِ r قال: «اللّهُمّ لاَ تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَناً يُعْبَدُ, اشْتَدّ غَضَبُ اللّهِ عَلَىَ قَوْمٍ اتّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ»
ولابن جرير بسنده، عن سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهد: ﴿أَفَرَأَيْتُمْ اللَّاتَ وَالْعُزَّى﴾[النجم: 19]. قال: كان يلتُّ لهم السويق، فمات، فعكفوا على قبره. وكذا قال أبو الجوزاء، عن ابن عباسٍ: كان يلتُّ السويق للحاج.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: «لَعَنَ رَسُولُ الله r زَائِرَاتِ الْقُبُورِ وَالمُتّخِذِينَ عَلَيْهَا المَسَاجِدَ وَالسّرُجَ». رواه أهل السنن.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن عز

ابن عز


عدد الرسائل : 555
تاريخ التسجيل : 01/08/2008

التعليقات البازية على كتاب التوحيد Empty
مُساهمةموضوع: رد: التعليقات البازية على كتاب التوحيد   التعليقات البازية على كتاب التوحيد Emptyالخميس سبتمبر 04, 2008 12:43 pm


&&&الفوائد المنتقاة على الباب الحادي والعشرين ( فجر الخميس 10/7/1417)( التعليق على المتن )
( فجر الخميس 20/ 8/1413) ( التعليق على الشرح – فتح المجيد - )

1 – قوله (باب ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثاناً تعبد من دون الله ) قال الشيخ : هذا هو الواقع كما فعلته قريش وعباد القبور .

2 – ذكر الشارح ( قصة دانيال ) فقال الشيخ معلقاً عليها : القصة فيها نظر ولكن فعل عمر يدل على أن لها طرقاً أخرى .

3 – قوله ( اللّهُمّ لاَ تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَناً يُعْبَدُ ) شد الرحل للقبر وسيلة للغلو والشرك .

4 – قوله (لَعَنَ رَسُولُ الله r زَائِرَاتِ الْقُبُورِ) زيارة النساء للقبور محرمة على الصحيح والصواب أن قبر الرسول صلى الله عليه وسلم يدخل في عموم القبور المنهي النساء عن زيارتها لأن الأحاديث عامة .

5 – العلامة على القبر ليعرف لا بأس بها ولكن لا يجوز الكتابة على القبور اسماً أو غيره .


الباب الثاني والعشرون - باب ما جاء في حماية المصطفى r جناب التوحيد وسدِّه كل طريق يوصل إلى الشرك

وقول الله تعالى: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ(128) فَإِن تَوَلَّوا فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ﴾[التوبة: 128-129].
عن أبي هريرة t، قال: قال رسول الله r: «لاَ تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قُبُوراً, وَلا تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيداً, وَصَلّوا عَلَيّ فإِنّ صَلاَتَكُمْ تَبْلُغُنِي حَيْثُ كُنْتُمْ». رواه أبو داوود بإسناد حسنٍ ورواته ثقات
وعن علي بن الحسين t، أنه رأى رجلاً يجيء إلى فرجة كانت عند قبر النبي r، فيدخل فيها، فيدعو، فنهاه، وقال: ألا أحدثكم حديثاً سمعته من أبي عن جدي عن رسول الله r، قال: «لا تتخذوا قَبْرِي عِيداً، ولا بُيُوتَكُمْ قُبُوراً، وَصَلّوا عَلَيّ، فإن تسليمكم يبلغني أين كُنْتُمْ». رواه في المختارة.

&&& الفوائد المنتقاة على الباب الثاني والعشرين ( فجر الخميس 13/10/1417)( التعليق على المتن )
( فجر الخميس 8/ 11/1413) ( التعليق على الشرح – فتح المجيد - )

1- قوله (باب ما جاء في حماية المصطفى r جناب التوحيد ) هنا أراد المصنف به حماية التوحيد الحماية الفعلية وفي آخر الكتاب ( باب ما جاء في حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم حمى التوحيد ) وأراد به الحماية القولية وليس البابين مكررين .

2- قوله (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ) هناك قرآءة شاذة ( من أنفَسِكم ) يعني من أشرفكم والقراءة المشهورة (مِنْ أَنفُسِكُمْ) يعني جزء منكم وتعرفونه وتعرفون حاله .

3- قوله (عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ ) ما مصدرية والمعنى يشق عليه ويعز عليه عنتكم .
4 – التوسل( بمحبتي لنبيك وإيماني بنبيك واتباعي لنبيك ) لا بأس بها والتوسل بالجاه من البدع لأنه وسيلة للشرك .




الباب الثالث والعشرون - باب ما جاء أن بعض هذه الأمة يعبد الأوثان
وقوله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنْ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِن الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا﴾[النساء: 51].
وقوله تعالى: ﴿قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ الله مَن لَّعَنَهُ اللهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ القِرَدَةَ وَالخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَاغُوتَ﴾[المائدة: 60].
وقوله تعالى: ﴿قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا﴾[الكهف:21].
وعن أبي سعيد (t)، أن رسول الله r قال: «لَتتّبِعُنّ سَنَنَ من كان قبلَكم حَذْوَ القذة بالقذة, حتّى لو دَخَلوا جُحرَ ضَبّ لَدَخلتُموهُ». قلنا: يا رسولَ الله, اليهودَ والنصارَى؟ قال: «فمن» ؟. أخرجاه
ولمسلم عن ثوبان (t)، أن رسول الله r قال: «إِنّ اللّهَ زَوَى لِي الأَرْضَ. فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا. وَإِنّ أُمّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُها مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا. وَأُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ الأَحْمَرَ وَالأَبْيَضَ. وَإِنّي سَأَلْتُ رَبّي لأِمّتِي أَنْ لاَ يُهْلِكَهَا بِسَنَةٍ بعَامّةٍ. وَأَنْ لاَ يُسَلّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ. فيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ. وَإِنّ رَبّي قَالَ: يَا مُحَمّدُ إِنّي إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً فَإِنّهُ لاَ يُرَدّ. وَإِنّي أَعْطَيْتُكَ لأِمّتِكَ أَنْ لاَ أُهْلِكَهُمْ بِسَنَةٍ بعَامّةٍ. وَأَنْ لاَ أُسَلّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوّاً مِنْ سِوَىَ أَنْفُسِهِمْ. يَسْتَبِيحُ بَيْضَتَهُمْ. وَلَوِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِمْ مَنْ بِأَقْطَارِهَا حَتّىَ يَكُونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضاً, وَيَسْبِي بَعْضُهُمْ بَعْضاً».ورواه البرقاني في صحيحه، وزاد: «وإنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين، وإذا وقع عليهم السيف، لم يُرفع إلى يوم القيامة، ولا تقوم الساعة حتى يلحق حي من أمتي بالمشركين، وحتى تَعبد فئام من أمتي الأوثان، وإنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون، كلهم يزعم أنه نبي، وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي، لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمّتِي عَلَى الْحَقّ منصورة. لاَ يَضُرّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ. حَتّىَ يَأْتِيَ أَمْرُ اللّهِ تبارك وتعالى».

&&& الفوائد المنتقاة على الباب الثالث والعشرين ( فجر الخميس 4/11/1417)( التعليق على المتن )
( فجر الخميس 6/ 5/1414) ( التعليق على الشرح – فتح المجيد - )

1 – قوله (بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ) الجبت يطلق على كل شيء لا خير فيه ، والطاغوت يطلق على كل شيء يدعو إلى الباطل .
2 – قوله (وَجَعَلَ مِنْهُمُ القِرَدَةَ) القردة والخنازير أمة من الأمم ولكن الله عز وجل مسخ جماعة من اليهود قردة وخنازير ثم ماتوا فالمسخ لا يستمر أكثر من ثلاثة أيام كما جاء في الحديث الصحيح .
3- قوله (ورواه البرقاني في صحيحه، وزاد ) البرقاني مثلث بضم وفتح وكسر الباء وبعضهم قال بالفتح والكسر فقط نسبة إلى البلد . وزيادة البرقاني زيادة جيدة صحيحة .
4 – قوله (الأئمة المضلين ) يشمل الحكام والأمراء والقضاة والعلماء .

5 – الجمع بين حديث ( إن الشيطان يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ) وبين حصول الشرك أن يقال
أ – أن يأس الشيطان غير معصوم فقد ييأس من الشيء ويقع ويحصل وقد يرجو الشيء ولا يقع .
ب _ بأنه يأس من إطباق أهل الأرض على الشرك فهذا لا يقع فإنه لا تزال طائفة على الحق منصورة حتى يأتي أمر الله تعالى .
ج _ أنه أراد بذلك الصحابة لأن في الرواية ( أن يعبده المصلون ) و(ال) هنا للعهد أي الصحابة فقد يأس من رجوع الصحابة للشرك والكفر . وكل الأجوبة الثلاثة صحيحة .
6 – قوله (سيكون في أمتي كذابون ثلاثون ) أي يكون لهم شأن وشوكة وقوة ويتبعهم أناس وإلا فالكذابون المدعون للنبوة كثيرون .
7 – ( تبارك ) الصواب أنها مختصة بالله عز وجل وأما العبد فهو ( مبارك وبارك في فلان )
8 – قوله (حَتّىَ يَأْتِيَ أَمْرُ اللّهِ تبارك وتعالى ) المراد به قبض من بقي من المؤمنين بالريح الطيبة وهو الصواب



الباب الرابع والعشرون - باب ما جاء في السحر
وقول الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَة مِنْ خَلاَقٍ﴾ الآية [البقرة: 102].
وقوله: ﴿يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ﴾[النساء:51]. قال عمر: الجبت: السحر، والطاغوت: الشيطان. وقال جابر: الطواغيت كهان كان ينزل عليهم الشيطان، في كل حي واحد.
وعن أبي هريرة t، أن رسول الله r قَالَ: «اجْتَنِبُوا السّبْعَ الْمُوبِقَاتِ» قالوا: يَا رَسُولَ اللّهِ وَمَا هُنّ؟ قَالَ: «الشّرْكُ بِالله. وَالسّحْرُ, وَقَتْلُ النّفْسِ الّتِي حَرّمَ الله إِلاّ بِالْحَقّ, وَأَكْلُ الرّبَا, وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ, وَالتّوَلّي يَوْمَ الزّحْفِ, وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاَتِ الْمُؤْمِنَاتِ».
وعن جندب مرفوعاً: حد الساحر ضربُهُ بالسيف. رواه الترمذي، وقال: الصحيح أنه موقوف.
وفي صحيح البخاري عن بجالة بن عبدة، قال: كتب عمر بن الخطاب t: أن اقتلوا كل ساحر وساحرة. قال: فقتلنا ثلاث سواحر.
وصح عن حفصة رضي الله عنها، أنها أمرت بقتل جارية لها سحرتها، فقُتلت. وكذلك صح عن جندب. قال أحمد: عن ثلاثة من أصحاب النبي r.


&&& الفوائد المنتقاة على الباب الرابع والعشرين
( فجر الخميس 19 / 10/1414) ( التعليق على الشرح – فتح المجيد - )

1 – السحر بكسر السين هو ما يتعاطاه السحرة من أدوية ونفث في العقد وغير ذلك مما يتعاطاه أرباب هذا الفن وسمي سحراً لانهم يتعاطونه بطرق خفية ، والسحر هو ما يسحر الناس ويغير شعورهم بأي نوع من كان ولكنها في الغالب تكون خفية ولهذا يقال لآخر الليل سحراً لأنه يكون في آخر الليل عند هجعة الناس ويقال للرئة سحر لأنها داخل الجوف مخفية .
فالسحر عقد ورقى يفعلها السحرة وينفثون في عقدهم وأشياء يجمعونها وأشياء يتلقونها من الجن والشياطين حتى ينفذوا ما يريدون وهو منكر وهو من الشرك لأنه لا يتوصل إليه إلا بخدمة الشياطين والتقرب إليهم وعبادتهم من دون الله قال تعالى ( وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر ) فدل على أن تعلمهم إياه يوجب الكفر قال تعالى ( ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ) يعني لمن فعله واعتاضه ما له في الآخرة من حظ ولا نصيب فهذا يدل على تحريمه وإنكاره وأنه من المنكرات التي يجب تركها
وقال تعالى ( ولو أنهم آمنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير لو كانوا يعلمون ) فدل على أنه ضد الإيمان وضد التقوى ولهذا قال أهل العلم إنه من الكفر لأنه لا يتوصل إليه إلا بعبادة الجن والشياطين وقال بعضهم


يستفصل : فما كان منه ما يتعلق بالشياطين وعبادة الجن فهذا من الكفر بالله . وأما ما ليس له تعلق بالشياطين ولا عبادة الجن فهو من المحرمات والمنكرات التي فيها ظلم العباد والتعدي عليهم .

2 – الجبت : قال أهل اللغة هو الذي لا خير فيه فكل شيء لا خير فيه يسمى جبتاً كالسحر والصنم .

3 – الطاغوت : من الطغيان وهو تجاوز الحد وهذا يطلق على الجن والإنس فيقال لهم طواغيت لأنهم تجاوزوا الحد بكفرهم وضلالهم وعدوانهم . قال ابن القيم في حد الطاغوت : هو ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع . فالمعبودون من دون الله والمتبوعون والمطاعون في غير شرع الله عز وجل ، فالسحرة طواغيت لإيذائهم وظلمهم وخروجهم عن الصراط المستقيم .

4 – الذهاب إلى السحرة لا يجوز ولو كان لأجل التداوي وفك السحر ولو كان غير راضي بذلك لأنه ذهابه إليهم إقرار لهم ودعوة لهم إلى أن يشركوا ويتقربوا إلى غير الله جل وعلا بل يكون التداوي بالرقى والطرق الشرعية .

5 – قوله (وعن جندب مرفوعاً: حد الساحر ضربُهُ بالسيف. رواه الترمذي، وقال: الصحيح أنه موقوف ) الصواب ما قاله الترمذي أنه موقوف فكأنه رضي الله عنه استنبطه من الأدلة الشرعية .

6 – قوله تعالى ( ويتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه ) هذا يدل على أن للسحر تأثير .

7 – قوله تعالى ( وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ) أي الكوني القدري أي بقدره وقضائه وكونه مقدراً لا يوجب العذر لمتعاطيه .

8 – من ثبت سحره وجب قتله لئلا يضر الناس ولا يستتاب ولهذا كتب عمر إلى أمراء الأجناد بقتل كل ساحر وساحرة والحكمة في ذلك أن شرهم لا يزول بالتوبة التي يظهرونها ولأنهم في الغالب لا يُؤمَنون كالزنديق المبطن للنفاق فهو لا يُؤمَن فيقتل . فمن عرف بالسحر الذي يكون بواسطة الشياطين ويدعي علم الغيب ويتعاطى أموراً عظيمة في أذية الناس فلا حيلة ولا طريقة للخلاص منه إلا بقتله .
وقال بعض أهل العلم : إذا كان يتعاطى أموراً تؤذي ولكنها ليس فيها استعانة بالجن والشياطين فإنه لا يكون من السحرة ولكنه يؤدب ولا يقتل إذا عرف أنه ليس من السحرة المعروفين بعبادة الشياطين واستخدامهم وتعاطي ما حرم الله من الشرك
وهذا لا منافاة بينه وبين ما جاء عن الصحابة لأن هذا ليس بسحر ولكنه أذى وظلم ، أما السحرة المعروفون فهم الذين يستخدمون الجن والشياطين .

9 – الصواب قتل الساحر حتى يستريح منه الناس والتوبة بينه وبين الله عز وجل .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن عز

ابن عز


عدد الرسائل : 555
تاريخ التسجيل : 01/08/2008

التعليقات البازية على كتاب التوحيد Empty
مُساهمةموضوع: رد: التعليقات البازية على كتاب التوحيد   التعليقات البازية على كتاب التوحيد Emptyالخميس سبتمبر 04, 2008 12:44 pm


الباب الخامس والعشرون - باب بيان شيء من أنواع السحر
قال أحمد: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا عوف، عن حيان بن العلاء، حدثنا قطن بن قبيصة، عن أبيه، أنه سمع النبي r قال: «إنّ العيافة، والطّرْق، والطيرة من الجبت». قال عوف: الْعِيَافَةُ زَجْرُ الطّيْرِ والطّرْقُ الْخَطّ يُخَطّ فِي الأرْضِ، والجبت: قال الحسن: رنة الشيطان. إسناده جيد. ولأبي داود والنسائي وابن حبان في صحيحه المسند منه.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله r: «مَنِ اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنَ النّجُومِ، فقد اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنَ السّحْرِ زَادَ مَا زَادَ». رواه أبو داود، وإسناده صحيح.
وللنسائي من حديث أبي هريرة: « مَنْ عَقَدَ عُقْدَةً ثُمّ نَفَثَ فِيهَا فَقَدْ سَحَرَ، وَمَنْ سَحَرَ فَقَدْ أَشْرَكَ، وَمَنْ تَعَلّقَ شَيْئاً وُكّلَ إلَيْهِ».
وعند ابن مسعود، أن رسول الله r قال: «أَلاَ هَلْ أُنَبّئُكُمْ مَا الْعَضْهُ؟ هِيَ النّمِيمَةُ الْقَالَةُ بَيْنَ النّاسِ»رواه مسلم.
ولهما عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله r قال: «إِنّ من الْبَيَانِ لسِحْراً».

&&& الفوائد المنتقاة على الباب الخامس والعشرين
( فجر الخميس 14 / 6/1415 ) ( التعليق على الشرح – فتح المجيد - )

1 – أراد المصنف رحمه الله بهذا الباب أن يبين شيئاً مما يسمى سحراً ليتنبه المؤمن لهذه الخصال فيتجنبها ويبتعد عنها وقد تسمى سحراً من جهة أنها تضر وتؤذي وإن لم تكن سحراً من جهة المعنى الذي هو الكفر والشرك وعبادة الشياطين والاستعانة بهم فإن الأنواع قسمان
أ – سحر محض
ب – ما يعمل عمل السحر فيؤذي ويضر وإن لم يكن سحراً بالمعنى الحقيقي .

2 – قوله (إنّ العيافة، والطّرْق، والطيرة من الجبت ) هذه الأشياء تطلق على أنها من السحر من جهة ما فيها من الشر والفساد ومن جهة ما قد يدعيه أصحابها من علم الغيب .
أ – فالعيافة زجر الطير فيزجرون الطيور ويزعمون أنها تدل على شيء فيتشاءمون بها تارة ويتيمنون بها تارة أخرى وهذا من عمل الجاهلية فالطيور ليس عندها خير ولا شر وإنما هذا من جهلهم وضلالهم فهذه الطيور مخلوقة وهي في تدبير الله عز وجل . فالعيافة من عاف الطير إذا تشاءم بها وتيامن بها .
ب – والطرق الخط يخط في الأرض فيزعمون أن هذه الخطوط تدعوهم إلى كذا أو ترشدهم إلى كذا وهو كذب وإنما هو طاعة الجن واستخدامهم ودعوى علم الغيب وإلا فهذه الخطوط لا تفيدهم شيئاً لو لم يستعينوا بالجن.


ج – الطيرة محرمة وهي من الشرك الأصغر وقد تكون من الشرك الأكبر إذا اعتقد أن هذا الطائر حيوان يتصرف في الكون ويدبر الأشياء لكن الغالب عليهم أنهم يتشاءمون بها فقط فيمضون في حاجاتهم إذا رأوا ما يسرهم ويرجعون عن حاجاتهم إذا رأوا ما يسوؤهم .
فالحاصل أن هذه الأشياء من عمل الجاهلية وهي منكرة وهي من الجبت أي من السحر كما قال عمر رضي الله عنه والجبت هو الشيء الذي لا خير فيه .

3 – قوله (قال رسول الله r: «مَنِ اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنَ النّجُومِ، فقد اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنَ السّحْرِ زَادَ مَا زَادَ» ) يدل على أن تعلم النجوم وزعم أنه يكون كذا إذا طلع النجم الفلاني أو غاب النجم الفلاني فهذا كله من أقوال المنجمين والمشعوذين فالتعلق بالنجوم والدعوى بأن لها تأثيراً بالكون من حوادث من موت فلان أو حياة فلان أو زوال ملك فلان كل هذا باطل لا أصل له .
فالاستدلال بالحوادث الفلكية على الحوادث الأرضية هذا هو التنجيم المنكر وهذا هو الباطل وهو علم التأثير
أما الاستدلال بالنجوم وسيرها على منازل الناس في البلاد وعلى أوقات البرد والحر فهذا ليس فيه شيء وهو علم التسيير وليس علم التأثير .

4 – قوله (وللنسائي من حديث أبي هريرة: « مَنْ عَقَدَ عُقْدَةً ثُمّ نَفَثَ فِيهَا فَقَدْ سَحَرَ، وَمَنْ سَحَرَ فَقَدْ أَشْرَكَ، وَمَنْ تَعَلّقَ شَيْئاً وُكّلَ إلَيْهِ». ) المصنف هنا ذكره موقوفاً وقد رواه النسائي مرفوعاً والحديث في ضعف لأنه من رواية الحسن عن أبي هريرة والحسن لم يسمع من أبي هريرة فالحديث في انقطاع ولكن له شواهد في المعنى ولهذا ذكره المصنف . وأراد المصنف بهذا بيان نوع من أنواع السحر

5 – قوله (الْعَضْهُ ) قال في القاموس : عَضَهَ : كذب وسحر ونمّ . فيطلق العضه على الكذب والسحر والنميمة ولهذا ذكره المصنف هنا لأن السحر يحصل به بهتان ويحصل به كذب ويحصل به تلبيس ولهذا سمي عضهاً لما يحصل به من الكذب والتلبيس على الناس والغش والضرر .
وتسمى النميمة عضهاً لأنها تضر الناس فسماها بهتاً وسحراً لما فيها من الشر بين الناس كما أن السحر فيه شر وفساد ولهذا قال يحيى بن أبي كثير فيما رواه عنه ابن عبد البر قال : يفسد الكذاب والنمام في ساعة أكثر مما يفسده الساحر في السنة .

6 – قوله (أن رسول الله r قال: «إِنّ من الْبَيَانِ لسِحْراً» ) يعني من الفصاحة والبلاغة فصاحب البيان قد يسحر الناس ببيانه وأسلوبه وفصاحته فربما لبس عليهم في الأمور وربما خفيت عليهم الحقائق

وذكر ابن عبد البر أن الحديث لمدح للبيان إذا كان في الحق والهدى وقال جماعة بل هو للذم
ورجح ابن عبد البر الأول أن الحديث للمدح فالبيان لنصرة الحق وبيان الهدى ممدوح
أما البيان في تلبيس الأمور وأخذ الحقوق بغير الحق فهو مذموم والحديث يحتمل هذا وهذا
وحمله الجمهور على المدح إذا كان في حق كما جاءت نصوص الكتاب والسنة مبينة للحق بأفصح بيان وأوضح عبارة أما إذا كان للتلبيس وإخفاء الحق ونشر الباطل فهو مذموم .



الباب السادس والعشرون - باب ما جاء في الكهان ونحوهم
روى مسلم في صحيحة عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النّبِيّ r، عَنِ النّبِيّ r، قال: قَالَ: «مَنْ أَتَى عَرّافاً فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ فَصَدّقَهُ بِمَا يَقُولُ، لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاَةُ أَرْبَعِينَ يومًا».
وعن أبي هريرة (t)، عن النبي r، قال: «مَنْ أَتَىَ كَاهِناً, فَصَدّقَهُ بِمَا يَقُولُ, فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمّدٍr». رواه أبو داوود. وللأربعة، والحاكم، وقال: صحيح على شرطهما. عن أبي هريرة: «مَنْ أَتَى عَرّافاً أو كَاهِناً, فَصَدّقَهُ بِمَا يَقُولُ, فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمّدٍ r».
ولأبي يعلى بسند جيد عن ابن مسعود مثله موقوفاً
وعن عمران بن حصين مرفوعاً: ليس منا من تَطير أو تُطير له، أو تكهن أو تُكهن له، أو سحر أو سُحر له، ومَنْ أَتَى كَاهِناً, فَصَدّقَهُ بِمَا يَقُولُ, فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمّدٍ .rرواه البزار بإسناد جيد ورواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن من حديث ابن عباس دون قوله: (ومَنْ أَتَى... ) إلى آخره.
قال البغوي: العراف: الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة ونحو ذلك.
وقيل: هو الكاهن. والكاهن: هو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل.
وقيل: الذي يخبر عما في الضمير.
وقال أبو العباس ابن تيمية: العراف: اسم للكاهن والمنجم والرمال ونحوهم، ممن يتكلم في معرفة الأمور بهذه الطرق.
وقال ابن عباس في قوم يكتبون (أبا جاد) وينظرون في النجوم: ما أرى من فعل ذلك له عند الله من خلاق.




&&& الفوائد المنتقاة على الباب السادس والعشرين
( فجر الخميس 4 / 8 /1415 ) ( التعليق على الشرح – فتح المجيد - )

1 – قوله ( ونحوهم ) يعني من العرافين والرمالين والسحرة ونحوهم ممن يشابهم في دعوى علم الغيب .

2 – الكاهن : هو من له صاحب من الجن يخبره بالمغيبات ، وحكمهم أنهم يجب تعزيرهم ومنعهم من هذه الأعمال والقضاء عليهم وهم لا يصدقون ولا يسألون لأنهم يدعون علم الغيب أو يتخرصون ويدعون أشياء لا صحة لها .

3 – قوله (روى مسلم في صحيحة عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النّبِيّ r، عَنِ النّبِيّ r، قال: قَالَ: «مَنْ أَتَى عَرّافاً فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ فَصَدّقَهُ بِمَا يَقُولُ، لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاَةُ أَرْبَعِينَ يومًا». ) المؤلف ذكر هنا قوله ( فصدقه ) وليس في رواية مسلم ( فصدقه ) فلعل المؤلف قد وهم أو نقلها من نسخة فيها هذه الزيادة والذي رأيناه وتتبعناه في مسلم أنه ليس فيه هذه الزيادة وإنما


الذي في مسلم (مَنْ أَتَى عَرّافاً فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاَةُ أَرْبَعِينَ يومًا ) وهذا يدل على أن السؤال المجرد نفسه لا يجوز لأنه وسيلة للتصديق ولأن في سؤالهم إظهار لشأنهم وتعظيماً لقدرهم وفي هجرهم وترك سؤالهم تناسياً لهم وإذلالاً لهم

4- قوله (ولأبي يعلى بسند جيد عن ابن مسعود مثله موقوفاً ) وهذا الموقوف له حكم المرفوع لأنه لا يقال من جهة الرأي فهو مرفوع من جهة المعنى إلى النبي صلى الله عليه وسلم .

5 – قوله (, فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمّدٍ( r إن ادعى الكاهن علم الغيب فقد كفر كفراً أكبر ومن صدقه في إدعاء علم الغيب فهو كافر كفراً أكبر لأنه مكذب لقوله تعالى ( قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله )
وأما إذا لم يدعِ الكاهن علم الغيب وإنما يتكهن بالتخطيط وغيره فهو كفر دون كفر ولكن يستحق التعزير لئلا يعود إلى فعله .

6 – قوله (قال البغوي: العراف: الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة ونحو ذلك )
وهذه الأمور قد تقع للناس ولكن لا يكون من العرافين المذمومين وإنما يذم إذا ادعى بها علم الغيب وأما إذا كان يستدل على المسروق ومكان الضالة بطرق حسية معروفة فليس من هذا الباب ولكن مراده الذي يدعي بهذه الأشياء علم الغيب فيسمى عرافاً وقيل هو الكاهن فالكاهن يسمى عرافاً والعراف يسمى كاهناًَ إذا كان يدعي علم الغيب .


الباب السابع والعشرون - باب ما جاء في النشرة

عن جابر، أن رسول الله r سئل عن النشرة؟ فقال: «هي من عمل الشيطان». رواه أحمد بسند جيد، وأبو داوود. وقال: سئل أحمد عنها فقال: ابن مسعود يكره هذا كله.
وفي البخاري عن قتادة: قلت لابن المسيب: رجل به طب أو يؤخّذ عن امرأته، أيحل عنه أو ينشر؟ قال: لا بأس به، إنما يريدون به الإصلاح، فأما ما ينفع، فلم ينه عنه.
وروي عن الحسن، أنه قال: لا يحل السحر إلا ساحر.
قال ابن القيم: النُّشرة: حل السحر عن المسحور، وهي نوعان:
أحدهما: حل بسحر مثله، وهو الذي من عمل الشيطان، وعليه يحمل قول الحسن، فيتقرب الناشر والمنتشر إلى الشيطان بما يحب، فيبطل عمله عن المسحور.
والثاني: النشرة بالرقية والتعوذات والأدوية والدعوات المباحة، فهذا جائز.



&&& الفوائد المنتقاة على الباب السابع والعشرين
( فجر الخميس 29 / 10 /1415 ) ( التعليق على الشرح – فتح المجيد - )



1- النشرة : حل سحر المسحور يقال : نشر عنه إذا حل ما به ما أصابه .

2 – قوله (عن جابر، أن رسول الله r سئل عن النشرة؟ فقال: «هي من عمل الشيطان» ) هذا الحديث يدل على أن النشرة منهي عنها وهي النشرة التي تعرف عند أهل الجاهلية لأن فيها ( ال ) للعهد الذهني يعني النشرة المعهودة المعروفة عند أهل الجاهلية من الكفرة بحل السحر عن المسحور بسحر مثله فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( هي من عمل الشيطان ) لأن الساحر يتقرب إلى الشياطين بما يحبون من عبادتهم والنذر إليهم ودعائهم والاستغاثة بهم والسجود لهم ونحو ذلك فيسعفونه ببعض مطالبه التي يطلبها منهم من بيان بعض الأشياء التي تخفى عليه . فهي من عمل الشيطان لأن الشيطان يدعو إلى كل شر وإلى كل فساد وشرك .

3 - قوله (وقال: سئل أحمد عنها فقال: ابن مسعود يكره هذا كله ) أي يكره النشرة التي يتقرب بها السحرة إلى الشياطين .

4 – قوله ( قال ابن المسيب : لا بأس به ) محمول على الحل الذي لا بأس به وهو الحل بالرقية والتعوذات والأشياء المباحة فهذا من باب الإصلاح والإصلاح مأمور به والمنكر منهي عنه .


5 – قوله (وروي عن الحسن، أنه قال: لا يحل السحر إلا ساحر ) أي لا يحل السحر بالطرق الشيطانية إلا ساحر وأما حله بالطرق الإيمانية والشرعية فهذا يحلّه أهل العلم والبصائر والخبرة والتجارب فيحلونه بأنواع من الأدوية والتعوذات والقراءة فيحل عن المسحور ما به كما حل عن النبي صلى الله عليه السحر بقراءة المعوذتين .

6 – قال الشارح ( وقال ابن بطال : في كتاب وهب بن منبه : أنه يأخذ سبع ورقات من سدر أخضر فيدقه بين حجرين ثم يضربه بالماء ويقرأ فيه آية الكرسي والقواقل ثم يحسو منه ثلاث حسوات ثم يغتسل به يذهب عنه كل ما به وهو جيد للرجال ( هكذا ولعله الرجل ) إذا حبس عن أهله ) أ. هـ قال الشيخ : المراد بالقواقل : قل هو الله أحد والمعوذتين وقل يأأيها الكافرون . وهذا واقع ومجرب فهو نافع ولا نحصي من جربه ونفع الله به .



الباب الثامن والعشرون - باب ما جاء في التطير

وقول الله تعالى: ﴿أَلاَ إِنَّمَا طَاِئُرُهْم عِندَ اللهِ وَلَكٍنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ﴾[الأعراف: 131].
وقوله: ﴿قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ﴾[يس: 19].
وعن أبي هريرة t، أن رسول الله r قال: «لاَ عَدْوَىَ، وَلاَ طِيَرَةَ، وَلاَ هَامَةَ، وَلاَ صَفَرَ». أخرجاه، وزاد مسلم: «وَلاَ نَوْءَ، وَلاَ غُولَ».
ولهما عن أنسٍ، قال: قال رسول الله r: « لاَ عَدْوَىَ، وَلاَ طِيَرَةَ، وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ ». قالوا: وما الفأل؟ قال: « الْكَلِمَةُ الطّيّبَةُ»
ولأبي داود -بسند صحيح- عن عُقبة بن عامر، قال: ذُكِرَتِ الطّيَرَةُ عِنْدَ رسول الله r فقال: «أحْسَنُهَا الْفَأْلُ وَلاَ تَرُدّ مُسْلِماً، فَإذا رَأَى أحَدُكُمْ مَا يَكْرَهُ فَلْيَقُلْ اللّهُمّ لاَ يَأْتِي بِالْحَسَنَاتِ إلاّ أنْتَ وَلاَ يَدْفَعُ السّيّئَاتِ إلاّ أنْتَ وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوّةَ إلاّ بِكَ».
وعن ابن مسعود مرفوعاً: « الطّيَرَة شِرْكٌ، الطّيَرَةُ شِرْكٌ، الطّيَرَةُ شِرْكٌ، وَمَا مِنّا إلاّ وَلَكِنّ الله يُذْهِبُهُ بِالتّوَكّلِ» رواه أبو داود والترمذي وصححه. وجعل آخره من قول ابن مسعودٍ.
ولأحمد من حديث ابن عمرو: «من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك». قالوا: فما كفارة ذلك؟ قال: «أن تقول: اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك ولا إله غيرك». وله من حديث الفضل بن عباس: «إنما الطيرة ما أمضاك أو ردك».


&&& الفوائد المنتقاة على الباب الثامن والعشرين
( فجر الخميس 11 / 5 /1416 ) ( التعليق على الشرح – فتح المجيد - )

1- التطير هو التشاؤم بالمرئيات والمسموعات .

2 – قوله (لاَ عَدْوَىَ ) المخالطة تكون سبباً للعدوى والله جل وعلا هو المقدر لوقوعها فقوله ( لا عدوى ) أي بطبعها ونفسها وليس لقدرة المرض وسرعة تأثيره والمؤمن مأمور بترك الأسباب المفضية إلى الشر ( فر من المجذوم فرارك من الأسد ) ( لا يورد ممرض على مصح ) فالمراد إبطال ما على أهل الجاهلية تأثير العدوى بنفسها وطبعها .

3 – الطيرة لا حقيقة لها وإنما هي شيء يتوهمه العبد وفيها سوء ظن بالله عز وجل .

4 – حديث ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم ( الشؤم في ثلاث في المرأة والدابة والدار ) قال الشيخ رحمه الله تعالى : هذا مستثنى من الحديث ( لا طيرة ) لأنها قد تكون مشؤومة فهي ليست من التطير الممنوع لأنها فإذا باعها وفارقها فلا بأس .

5 – قول العامة ( خير يا طير ) من الطيرة وهو دليل على الجهل

6 – قوله (وَلاَ نَوْءَ، وَلاَ غُولَ ) المراد نفي أنه لا حقيقة لهذه المعتقدات الباطلة التي كانت عندهم


7 – الفأل شيء يسمعه الإنسان أو يراه فيفرح به ويسر ولا يرده عن حاجته كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لما جاء سهيل بن عمرو قال ( سهل أمركم )

8 – الطيرة شرك أصغر لما فيه من التعلق بغير الله عز وجل وسوء الظن به وعدم الثقة به والتوكل عليه .

9 – قوله (وعن ابن مسعود مرفوعاً: « الطّيَرَة شِرْكٌ، الطّيَرَةُ شِرْكٌ، الطّيَرَةُ شِرْكٌ، وَمَا مِنّا إلاّ وَلَكِنّ الله يُذْهِبُهُ بِالتّوَكّلِ» رواه أبو داود والترمذي وصححه. وجعل آخره من قول ابن مسعودٍ. ) وهذا هو الصواب أنه من قول ابن مسعود .

10 – قوله (ولأحمد من حديث ابن عمرو: «من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك». قالوا: فما كفارة ذلك؟ قال: «أن تقول: اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك ولا إله غيرك».) الحديث ضعيف فيه ابن لهيعة وأصح منه ما جاء عن عقبة بن عامر السابق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن عز

ابن عز


عدد الرسائل : 555
تاريخ التسجيل : 01/08/2008

التعليقات البازية على كتاب التوحيد Empty
مُساهمةموضوع: رد: التعليقات البازية على كتاب التوحيد   التعليقات البازية على كتاب التوحيد Emptyالخميس سبتمبر 04, 2008 12:45 pm



الباب التاسع والعشرون - باب ما جاء في التنجيم

قال البخاري في صحيحه: قال قتادة: خَلقَ الله هذه النجوم لثلاثٍ: جعلها زينةً للسماء, ورجوماً للشياطين, وعلاماتٍ يُهتدَى بها, فمن تأولَ فيها غير ذلكَ أخطأ وأضاعَ نصيبهُ وتكلف ما لا علم لهُ به. انتهى
وكره قتادة تعلم منازل القمر. ولم يرخص ابن عيينة فيه. ذكره حرب عنهما. ورخص في تعلم المنازل أحمد وإسحاق.
وعن أبي موسى، قال رسول الله r: «ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن الخمر، وقاطع الرحم، ومصدق بالسحر» رواه أحمد وابن حبان في صحيحه.


&&& الفوائد المنتقاة على الباب التاسع والعشرين
( فجر الخميس 1 / 7 /1416 ) ( التعليق على الشرح – فتح المجيد - )


1 – لما كان التنجيم شائعاً بين الناس وله من يتبعه ويبني عليه الأشياء ذكر هذا الباب في كتاب التوحيد للتنبيه على بطلان التنجيم .

2 – التنجيم مصدر نجّم ينجم تنجيماً يعنى حزر وحدس بما يعتقده في النجوم .

3 – التنجيم : هو الاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية فيسمى تنجيماً يعني النظر في النجوم واجتماعها وافتراقها وطلوعها وغروبها وتقاربها وتباعدها وهو من دعوى علم الغيب الباطلة التي أبطلها الله جل وعلا بقوله ( قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله ) فالتنجيم من دعوى علم الغيب وهذا هو مقصود المؤلف من هذا الباب لبيان التحذير منه ، أما النظر في منازل القمر لتعلم الأوقات والقبلة والطرقات فهذا لا بأس به كما قال أحمد واسحاق وإن كرهه قتادة وابن عيينة لكن الصواب جواز تعلم المنازل لمعرفة جهة القبلة في الأسفار والبلدان ولمعرفة أوقات الصلوات وأوقات الزراعة والفلاحة فهذا لا بأس به .

4 – قوله (وكره قتادة تعلم منازل القمر. ولم يرخص ابن عيينة فيه. ذكره حرب عنهما ) هذا قول لهما وهو ضعيف ومرجوح عند أهل العلم فالصواب أنه لا بأس به كما تقدم .

5 – قوله (وعن أبي موسى، قال رسول الله r: «ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن الخمر، وقاطع الرحم، ومصدق بالسحر» ) المصدق بالسحر يكفر إذا اعتقد أن الساحر محق ويعلم الغيب وأنه يفعل كذا وكذا وإذا صدق أن السحر حق وأما إذا صدق أن له تأثيراً ولكنه حرام ومنكر فهذا لا حرج عليه فالسحر موجود وحق .







الباب الثلاثون - باب ما جاء في الاستسقاء بالأنواء

وقال الله تعالى ﴿وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنّكُمْ تُكَذّبُونَ﴾[الواقعة:82].
وعن أبى مالك الأشعري t، أن رسول الله r قال: «أَرْبَعٌ فِي أُمّتِي مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيّةِ لا يَتْرُكُونَهُنّ: الْفَخْرُ فِي الأَحْسَابِ, وَالطّعْنُ فِي الأَنْسَابِ, وَالاسْتِسْقَاءُ بِالنّجُومِ, وَالنّيَاحَةُ»، وَقَالَ: «النّائِحَةُ إِذَا لَمْ تَتُبْ قَبْلَ مَوْتِهَا, تُقَامُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَعَلَيْهَا سِرْبَالٌ مِنْ قَطِرَانٍ, وَدِرْعٌ مِنْ جَرَب». رواه مسلم.
ولهما عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ t، قال: صَلّى لنَا رَسُولُ الله r صَلاَةَ الصّبْحِ بِالْحُدَيْبِيَةِ على إِثْرِ سمَاءِ كَانَتْ مِنَ اللّيْلِ. فَلَمّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ عَلَى النّاسِ فَقَالَ: «هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبّكُمْ؟» قَالُوا: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «قَالَ: أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ. فَأَمّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِفَضْلِ الله وَرَحْمَتِهِ, فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي كَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ. وَأَمّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا, فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي مُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ».
ولهما من حديث ابن عباس معناه، وفيه: وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَقَدْ صَدَقَ نَوْءُ كَذَا وَكَذَا. فأنزل الله هذه الآيات ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ(75)وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ(76)إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ(77)فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ(78)لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ(79) تَنزِيلٌ مِن رَبِّ العَالمَيِنَ(80) أَفَبِهَذَا الحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ (81)وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنّكُمْ تُكَذّبُونَ﴾[الواقعة:75-82].


&&& الفوائد المنتقاة على الباب الثلاثين
( فجر الخميس 18 / 10 /1416 ) ( التعليق على الشرح – فتح المجيد - )

1 – الاستسقاء : هو طلب السقيا والمطر والغيث والاستسقاء شرعه الله بطلبه سبحانه والضراعة إليه والاستغاثة به عند وجود الجدب والقحط بدلاً مما عليه أهل الشرك من الاستسقاء بالنجوم وطلبها والتعلق بها .

2 – قوله ( النائحة ) ذكرها لأن في الغالب النوح يكون في المرأة .

3 – قوله (مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا) إذا أراد بذلك أن النوء هو الذي أحدث المطر وهو المتصرف في الكون فهذا شرك أكبر ، وإن كان قصده أن النوء سبب فهذا أيضاً من أنواع الشرك ولكنه شرك أصغر فليس للنوء تسبب بل كله من الله عز وجل ، وأما إذا قال مطرنا في وقت كذا مطرنا في الصيف مطرنا في الشتاء في زمن الربيع في وقت الثريا فهذا لا بأس به من باب الإخبار عن الوقت وأما بنوء كذا فلا يجوز لإطلاق النهي عن ذلك ومثله
قول ( صدق نوء كذا ) فلا يجوز فالمقصود أنه لا يقول ( بنوء كذا ) مطلقاً ولو اعتقد أن الله هو المؤثر سداً للذريعة.









الباب الحادي والثلاثون - باب قول الله تعالى﴿وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ﴾[البقرة:165]

( ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله )
وقوله﴿قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ﴾[التوبة:24].
عن أنس، أنّ رسول الله r قال: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتّى أَكُونَ أَحَبّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنّاسِ أَجْمَعِينَ». أخرجاه.
ولهما عنه، قال: قال رسول r «ثَلاثٌ مَنْ كُنّ فيهِ وَجَدَ بهن حَلاوَةَ الإْيمان: أَنْ يَكونَ اللّهُ ورسولُه أحبَّ إليهِ مِمّا سِواهُما, وأنْ يُحِبّ المَرْءَ لا يُحِبّهُ إلاّ لله, وأنْ يَكرَهَ أنْ يَعودَ في الكُفرِ بعد إذْ أنقَذُه الله منه كما يكرَهُ أنْ يُقذَفَ في النّار»
وفى رواية «لا يجدُ أحدٌ حَلاوَةَ الإْيمان حَتّى....». إلى آخره
وعن ابن عباس قال: من أحب في الله، وأبغض في الله، ووالى في الله، وعادى في الله، فإنما تُنال ولاية الله بذلك، ولن يجد عبد طعم الإيمان -وإن كثرت صلاته وصومه– حتى يكون كذلك، وقد صارت عامة مؤاخاة الناس على أمر الدنيا وذلك لا يُجدي على أهله شيئاً. رواه ابن جرير
وقال ابن عباس في قوله تعالى: ﴿وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ﴾[ البقرة: 166]، قال: المودة.



&&& الفوائد المنتقاة على الباب الحادي والثلاثين
( فجر الخميس 16 / 11 /1416 ) ( التعليق على الشرح – فتح المجيد - )


1 – هذا الباب في بيان إثبات محبة الله عز وجل وأنها من أهم المهمات وأعظم العبادات وأنها أساس الدين .

2 – قوله تعالى (يحبونهم كحب الله ) أي يحبونهم محبة العبادة .

3 – قوله تعالى (والذين آمنوا أشد حباً لله ) فالمؤمنون أشد حباً لله من هؤلاء لأندادهم .

4 – قوله (عن أنس، أنّ رسول الله r قال: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتّى أَكُونَ أَحَبّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنّاسِ أَجْمَعِينَ». أخرجاه.) هذه ليست محبة عبادة بل محبة طاعة وامتثال وإتباع لشريعته التي جاء بها .



الباب الثاني والثلاثون - باب قول الله تعالى﴿إِنَّمَا ذَلِكُمْ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِي إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾[آل عمران:175]
وقوله﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ المُهْتَدِينَ﴾[ التوبة:18].
وقوله ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللهِ﴾[العنكبوت:10] الآية.
وعن أبي سعيد t مرفوعاً: «إن من ضعْف اليقين أن ترضي الناس بسخط الله، وأن تحمَدهم على رزق الله، وأن تذمهم على ما لم يؤتك الله، إن رزق الله لا يجره حرص حريص، ولا يردُّه كراهية كاره».
وعن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله r قال: «من التمس رضى الله بسخط الناس؛ رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، ومن التمس رضى الناس بسخط الله، سخط الله عليه وأسخط عليه الناس»رواه ابن حبان في صحيحه.


&&& الفوائد المنتقاة على الباب الثاني والثلاثين
( فجر الخميس 12 / 6 /1417 ) ( التعليق على الشرح – فتح المجيد - )

1- أراد المؤلف بهذه الترجمة بيان وجوب الخوف من الله تعالى وأن الواجب على العبد أن يخاف ربه خوفاً يحمله على إخلاص العبادة لله جل وعلا ويحمله على أداء ما فرضه عليه وعلى الكف عما حرمه عليه وعلى الوقوف عند حدوده سبحانه وتعالى .

2 – الخوف أقسام ثلاثة :
أ – الخوف من الله عز وجل وهو أوجبها وأعظمها ، وهذا صرفه لغير الله شرك فمن خاف من الأصنام والأوثان والأشجار وغيرها ويعتقد فيها أنها تضره فهذا من الشرك الأكبر .
ب – خوف يحمل صاحبه على فعل المعصية أو ترك الواجب من خوف المخلوقين فهذا لا يجوز .
ج – الخوف الطبيعي كخوفه من الحية والعقرب واللصوص فهذا خوف جائز لا محذور فيه .

3 – قوله (إن من ضعْف اليقين ) أي من ضعف الإيمان .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن عز

ابن عز


عدد الرسائل : 555
تاريخ التسجيل : 01/08/2008

التعليقات البازية على كتاب التوحيد Empty
مُساهمةموضوع: رد: التعليقات البازية على كتاب التوحيد   التعليقات البازية على كتاب التوحيد Emptyالخميس سبتمبر 04, 2008 12:48 pm

[b][center]

الباب الثالث والثلاثون - باب قول الله تعالى: ﴿وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾[المائدة:23]

وقوله ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًَا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾[الأنفال:2].
وقوله: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنْ اتَّبَعَكَ مِنَ المُؤْمِنِينَ﴾[الأنفال:64].
وقوله: ﴿وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾[الطلاق:3].
وعن ابن عباس، قال: (حسبنا الله ونعم الوكيل) قالها إبراهيم r حين ألقي في النار، وقالها محمد r حين قالوا له: ﴿إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾[آل عمران:173]الآية. رواه البخاري والنسائي.



&&& الفوائد المنتقاة على الباب الثالث والثلاثين
( فجر الخميس 13 / 10 / 1417 ) ( التعليق على الشرح – فتح المجيد - )

1 – أراد المصنف بهذه الترجمة بيان وجوب التوكل على الله عليه وسلم والاعتماد عليه في جميع الأمور الدينية والدنيوية ، والتوكل هو تفويض الأمور لله جل وعلا والثقة به سبحانه والإيمان بأنه مسبب الأسباب وكل شيء بيده وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ، وهو واجب على المؤمنين ، فالتوكل يجمع أمرين
أ – الثقة به سبحانه والاعتماد عليه والإيمان بأنه مسبب الأسباب ومصرف الأمور
ب – تعاطي الأسباب التي شرعها الله عز وجل من أسباب دخول الجنة وأسباب النجاة من النار وكذلك تعاطي أسباب ما ينفعه في الدنيا من الأكل والشرب واللباس والزراعة والنجارة وغيرها ، فيتعاطى الأسباب التي فيها قوام حياته وأسباب سلامته والتي تعينه على طاعة الله ورسوله .

2 – قوله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنْ اتَّبَعَكَ مِنَ المُؤْمِنِينَ﴾ أي كافيك الله وكافي من اتبعك من المؤمنين .

3 – الاحتياط أن لا يقول ( توكلت على الله ثم فلان ) ولكن لو قالها فلا بأس لأنه – التوكل – كالاستعانة .












الباب الرابع والثلاثون - باب قول الله تعالى: ﴿أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ﴾[الأعراف:99]، وقوله: ﴿وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ﴾[الحجر:56].
وعن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله r سئل عن الكبائر ؟ فقال: «الشّرك بالله، واليأس من روح الله، والأمن من مكر الله»
وعن ابن مسعود، قال: «أكبر الكبائر: الإشراك بالله والأمن من مكر الله، والقنوط من رحمة الله، واليأس من روح الله». رواه عبد الرزاق

&&& الفوائد المنتقاة على الباب الرابع والثلاثين
( الفوائد التالية منتقاة من أشرطة شرح كتاب التوحيد لسماحة الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى والأشرطة مسجلة من تسجيلات الشريط الإسلامي بشارع السويدى العام بالرياض _ توقف القارئ عن القراءة في الشرح )

1 – هذا الباب في بيان تحريم الأمن من مكر الله وتحريم القنوط من رحمة الله وأنها من الكبائر فالأمن من مكر الله يوصل بصاحبه إلى التساهل في أوامر الله والوقوع في محارمه فمن أمن مكر الله سآءت أعماله وأخلاقه وتصرفاته ، وأما القانط من رحمة الله فإنه يسوء ظنه بربه عز وجل فيحصل له من ضيق النفس وتحرجها ما لا يعلمه إلا الله عز وجل .
والله عز وجل حرم هذا وهذا فلا قنوط ويأس ولا أمن من مكر الله عز وجل بل يجب أن يكون بين الرجاء والخوف بين الأمن والقنوط خائفاً من عذابه وعقابه راجياً رحمته وعفوه فيسير إلى ربه كالطير بالجناحين خائفاً راجياً هذا هو طريق السعادة
وفضل بعض أهل العلم أن يغلب جانب الخوف حال الصحة وجانب الرجاء حال المرض لأنه حال المرض يضعف عمله فينبغي أن يحسن ظنه بربه أكثر وفي حال الصحة هو أقدر على المعاصي فينبغي أن يغلب جانب الخوف
والأصل والأساس أن يكون بين الأمرين بين الرجاء والخوف فيخاف الله ويرجوه ويحسن ظنه بربه سبحانه وتعالى ويسارع إلى مراضيه ويحذر بطشه خائفاً راجياً .

2 – قوله تعالى (وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ ) أي لا يقنط من رحمة ربه إلا الضالون فهو استفهام بمعنى النفي .


الباب الخامس والثلاثون - باب من الإيمان بالله الصبر على أقدار الله
وقول الله تعالى: ﴿وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٍ﴾[التغابن:11]، قال علقمة: هو الرجل تصيبه المصيبة، فيعلم أنها من عند الله، فيرضى ويسلّم.
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة، أن رسول الله r، قال: «اثْنَتَانِ فِي النّاسِ هُمَا بِهِمْ كُفْرٌ: الطّعْنُ فِي النّسَبِ وَالنّيَاحَةُ عَلَى الْمَيّتِ».
ولهما عن ابن مسعود مرفوعاً: «لَيْسَ مِنّا مَنْ ضَرَبَ الْخُدُودَ, وَشَقّ الْجُيُوبَ. وَدَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيّةِ».
وعن أنس t، أن رسول الله قال: «إِذَا أَرَادَ الله بِعَبْدِهِ الْخَيْرَ عَجّلَ لَهُ الْعُقُوبَةَ في الدّنْيَا, وَإِذَا أَرَادَ بِعَبْدِهِ الشّرّ أَمْسَكَ عَنْهُ بِذَنْبِهِ حَتّى يُوَافى بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ».
وقال النبي r «إِنّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عظمِ الْبَلاَءِ, وَإِنّ الله إِذَا أَحَبّ قَوْماً ابْتَلاَهُمْ, فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرّضَى, وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السّخَطُ» حسنه الترمذي.


&&& الفوائد المنتقاة على الباب الخامس والثلاثين


1 – أراد المصنف بيان أن الصبر على المصائب من واجبات الإيمان .

2 – قوله تعالى (وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ) أي يعلم أن الله عز وجل قدرها عليه فيرضى ويسلم ويحتسب ولا يجزع فيثبته الله عز وجل ويطمئنه ويهديه لعمل الخير .

3 – قوله (هُمَا بِهِمْ كُفْرٌ ) أي كفر دون كفر














الباب السادس والثلاثون - باب ما جاء في الرياء
وقول الله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَي إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾[الكهف:110].
وعن أبي هريرة مرفوعاٌ: «قَالَ اللّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىَ: أَنَا أَغْنَىَ الشّرَكَاءِ عَنِ الشّرْكِ، مَنْ عَمِلَ عَمَلاً أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي, تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ». رواه مسلم
وعن أبي سعيد مرفوعاً: فَقَالَ: «أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِمَا هُوَ أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ عِنْدِي مِنَ الْمَسِيحِ الدّجّالِ؟» قَالوا: بَلَىَ. فَقَالَ: «الشّرْكُ الْخَفِيّ: يَقُومَ الرّجُلُ يُصَلّي فَيُزَيّنُ صَلاَتَهُ لِمَا يَرَى مِنْ نَظَرِ رَجُلٍ إليه» رواه أحمد


&&& الفوائد المنتقاة على الباب السادس والثلاثين

1 – العمل الصالح الذي ينفع صاحبه مشتمل على أمرين
أ – أن يكون العبد مخلصاً لله عز وجل
ب – أن يكون موافقاً للشريعة وليس ببدعة .

2 – جاء في الحديث ( من سمع سمع الله به ومن راءى راءى الله به ) فالجزاء من جنس العمل فمن راءى فضحه الله عز وجل .












الباب السابع والثلاثون - باب من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا
وقال الله تعالى: ﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ(15)أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾[هود: 15-16].
وفي الصحيح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله r: «تَعِسَ عبدُ الدّينارِ تَعِسَ عبدُ الدّرهمِ تَعِسَ عبدُ الخَميصةِ تَعِسَ عبدُ الخميلة: إن أعطِيَ رضيَ وإن لم يُعْطَ سَخِطَ, تَعِسَ وانتَكَسَ, وإذا شِيكَ فلا انتُقِشَ. طَوبى لعَبدٍ آخِذ بعِنانِ فرَسهِ في سبيلِ اللهِ, أشعثٍ رأسُهُ مغبرةٍ قدماهُ, إن كان في الحراسةِ كان في الحراسةِ, وإن كان في الساقة كان في الساقة. إنِ استأذَنَ لم يؤذَنْ له, وإن شَفَعَ لم يُشَفّعْ».
&&& الفوائد المنتقاة على الباب السابع والثلاثين

1 – قوله (باب من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا ) الشرك شركان أكبر وأصغر، وإرادة العبد بعمله الدنيا تارة يكون شركاً أكبر وتارة يكون شركاً أصغر فإن أراد بإسلامه ودخوله في الدين الدنيا فهذا شرك أكبر كالمنافق فإنه ما أراد بإسلامه إلا الدنيا ، وتارة يكون شركاً أصغر كالذي يرائي فيأمر بالمعروف وينهى عن المنكر رياء أو يتجهز للغنيمة وليس في سبيل الله فهذا من الشرك الأصغر .

2 – قوله تعالى ( من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ) ففي هذه الآية تقييد لما أطلق في قوله تعالى ( من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها ) وقوله تعالى (ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها ) فالآية الأولى تقيد ما أطلق بعدها فمن أراد الدنيا قد يؤتاها ويحصل له ما يريد والبعض لا يحصل له ما أراده منها .




















الباب الثامن والثلاثون - باب من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرمه فقد اتخذهم أرباباً
وقال ابن عباس: يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء، أقول: قال رسول الله r، وتقولون: قال أبو بكر وعمر؟ !
وقال أحمد بن حنبل: عجبت لقوم عرفوا الإسناد وصحته ويذهبون إلى رأي سفيان، والله تعالى يقول: ﴿فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾[النور:63]، أتدري ما الفتنة؟ الفتنة الشرك، لعله إذا رَدَّ بعض قوله أن يقع في قبله شيء من الزيغ فيهلِك.
وعن عدي بن حاتم: أنه سمع النبي r يقرأ هذه الآية: ﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إلهاً وَاحِداً لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾[التوبة:31]، فقلت له: إنا لسنا نعبدهم. قال: « أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه، ويحلون ما حرم الله فتحلونه ؟». فقلت: بلي. قال: « فتلك عبادتهم ». رواه أحمد والترمذي وحسنه.


&&& الفوائد المنتقاة على الباب الثامن والثلاثين

1 – قوله (باب من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرمه فقد اتخذهم أرباباً ) مراد المصنف رحمه الله بهذه الترجمة تحقيق التوحيد واتباع الشريعة وتحريم التقليد الأعمى للأشياخ والعلماء والمعظمين ، فالواجب على أهل العلم والإيمان أن يعظموا أمر الله ونهيه ولا يطيعوا أحد في معصية الله تعالى فالعلماء والأمراء طاعتهم في طاعة الله جل وعلا ( إنما الطاعة في المعروف )

2 – قوله (وقال ابن عباس ) إذا اطلق ابن عباس فالمراد به عبد الله بن عباس رضي الله عنه .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن عز

ابن عز


عدد الرسائل : 555
تاريخ التسجيل : 01/08/2008

التعليقات البازية على كتاب التوحيد Empty
مُساهمةموضوع: رد: التعليقات البازية على كتاب التوحيد   التعليقات البازية على كتاب التوحيد Emptyالخميس سبتمبر 04, 2008 12:49 pm





الباب التاسع والثلاثون - باب قول تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً(60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ المُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا(61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللهِ إِنْ أًرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا﴾[النساء:60-62].
وقوله: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ﴾[البقرة:11].
وقوله: ﴿وَ لاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ المُحْسِنِينَ﴾[الأعراف:56].
وقوله: ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾[المائدة:50].
وعن عبد الله بن عمر، أن رسول الله r قال: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُم حتى يَكونَ هواهُ تَبَعًا لما جِئْتُ بِهِ». قال النووي: حديث صحيح، رويناه في كتاب (الحجة)، بإسناد صحيح.
وقال الشعبي: كان بين رجل من المنافقين ورجل من اليهود خصومة، فقال اليهودي نتحاكم إلى محمد –لأنه عرف أنه لا يأخذ الرشوة- وقال المنافق: نتحاكم إلى اليهود –لعلمه أنهم يأخذون الرشوة- فاتفقا أن يأتيا كاهنا في جهينة فيتحاكما إليه, فنزلت ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ﴾الآية.
وقيل نزلت في رجلين اختصما, فقال أحدهما نترافع إلى النبي r, وقال الآخر: إلى كعب بن الأشرف, ثم ترافعا إلى عمر, فذكر له أحدهما القصة. فقال للذي لم يرض برسول r: أكذلك؟ قال: نعم, فضربه بالسيف فقتله.


&&& الفوائد المنتقاة على الباب التاسع والثلاثين

1 – أراد المؤلف بهذه الترجمة بيان التحذير من التحاكم لغير الله جل وعلا وأن الواجب التحاكم إلى شريعة الله في جميع الأمور وأنه لا يجوز التحاكم إلى غيره كائناً من كان ، فأراد المصنف بيان هذا الأساس العظيم والأصل المجمع عليه .

2 – قوله تعالى (يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ ) الطاغوت : كل ما عبد من دون الله وكل من حكم بغير ما أنزل الله تعالى عن عمدٍ أو هوى .

3 – قوله تعالى (وَ لاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ) فصلاح الأرض باتباع شريعة الله عز وجل والحكم بما أنزل الله تعالى ، وفسادها بمخالفة أمر الله والتحاكم إلى غيره .

4 – قوله (وقال المنافق: نتحاكم إلى اليهود –لعلمه أنهم يأخذون الرشوة ) هذا فيه أن المنافقين شرم من اليهود لأنهم يلبسون على الناس أمرهم ويدعون الإسلام وهم على خلافه ويحصل بهم الضلال


5 – قوله (وعن عبد الله بن عمر، أن رسول الله r قال: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُم حتى يَكونَ هواهُ تَبَعًا لما جِئْتُ بِهِ». قال النووي: حديث صحيح، رويناه في كتاب (الحجة)، بإسناد صحيح.) الحديث فيه كلام فبعضهم صححه وبعضهم ضعفه ولكن معناه صحيح .

6 – قوله (وقال الشعبي: كان بين رجل من المنافقين ورجل من اليهود خصومة، فقال اليهودي نتحاكم إلى محمد –لأنه عرف أنه لا يأخذ الرشوة- وقال المنافق: نتحاكم إلى اليهود –لعلمه أنهم يأخذون الرشوة- فاتفقا أن يأتيا كاهنا في جهينة فيتحاكما إليه, فنزلت ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ﴾الآية. ) في كلا القصتين نظر ولكن هما شاهدان لعمل المنافقين وأنهم شر من اليهود وشر من الوثنين الصرحاء .
































الباب الأربعون - باب من جحد شيئاً من الأسماء والصفات
وقوله الله تعالى: ﴿وَهُمْ يَكْفُرُونُ بِالرَّحْمَن قُلْ هُوَ رَبِّي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ﴾[الرعد:30].
وفي صحيح البخاري: قال علي:حدثوا الناس بما يعرفون، أتريدون أن يكذَّب الله ورسوله؟!.
وروى عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه عن ابن عباس: أنه رأى رجلا انتفض –لما سمع حديثا عن النبي r في الصفات, استنكارا لذلك- فقال: ما فَرَق هؤلاء؟ يجدون رقة عند محكمه, ويهلكون عند متشابهه.انتهى.
ولما سمعت قريش رسول الله r يذكر الرحمن، أنكروا ذلك، فأنزل الله فيهم: ﴿وَهُمْ يَكْفُرُونُ بِالرَّحْمَن﴾[الرعد:30].



&&& الفوائد المنتقاة على الباب الأربعين

1 – هذا الباب عقده المؤلف لبيان وجوب إثبات أسماء الله تعالى وصفاته على الوجه اللائق به من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل .

2- قوله (باب من جحد شيئاً من الأسماء والصفات ) أي باب حكم من جحد شيئاً من الأسماء والصفات وحكمه أنه كافر لأنه مكذب لما جاء في الكتاب العزيز والسنة المطهرة ومكذب لما أجمع عليه المسلمون فيستتاب فإن تاب وإلا قتل .

3 – أنكر الجهمية الأسماء والصفات حتى صاروا معطلة فمقتضى قولهم نفي وجود الله عز وجل ولهذا حكم عليهم أهل السنة بالكفر والضلال وأن الواجب قتلهم إن لم يتوبوا لإنكارهم ما جاء في الكتاب والسنة .

4 – قوله (أتريدون أن يكذَّب الله ورسوله ) لفظ البخاري ( أتحبون أن يكذب الله ورسوله ) فكأن المؤلف رواه بالمعنى .

5- معاني الأسماء والصفات معلومة للناس عن طريق اللغة العربية التي خاطب بها الناس فالرحمن والسميع والحكيم معروفة أما الكيفية فلا يعلمها إلا الله عز وجل .

6 - القول بأن النار تفنى قول ضعيف فجمهور أهل السنة أن النار لا تفنى بل تبقى أبد الآباد .


الباب الحادي والأربعون - باب قول الله تعالى ﴿يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمْ الكَافِرُونَ﴾[النحل:83]
قال مجاهد ما معناه: هو قول الرجل: هذا مالي، ورثته عن آبائي.
وقال عون بن عبد الله: يقولون: لولا فلان، لم يكن كذا.
وقال ابن قتيبة: يقولون هذا بشفاعة آلهتنا.
وقال أبو العباس –بعد حديث زيد بن خالد الذي فيه: «أن الله تعالى قال: أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ...» الحديث، وقد تقدم-: وهذا كثير في الكتاب والسنة، يذم سبحانه من يضيف إنعامه إلى غيره ويشرك به.
قال بعض السلف: هو كقولهم كانت الريح طيبة والملاّح حاذقاً، ونحو ذلك مما هو جارٍ على ألسنة كثير.



&&& الفوائد المنتقاة على الباب الحادي والأربعين .

1 – أراد المؤلف الحث على الاعتراف بنعم الله سبحانه وشكره عليها وإسنادها إليه حتى يعلم العبد أنه مخلوق مربوب وأن هذه النعم من ربه جل وعلا وليست بقوته وأسبابه ولو شاء الله لسلبه القوة والأسباب .

2 - قوله ( قال مجاهد ما معناه: هو قول الرجل: هذا مالي، ورثته عن آبائي ) وذلك على سبيل التبجح ونسيان المنعم والميسر له هذه الأسباب ، أما قول الرجل ( هذا ورثته عن آبائي ) مع الاعتراف بفضل الله سبحانه ورحمته فهذا لا بأس به ، وأما نسيان المنعم وإضافة النعم إلى غيره فهذا هو المحذور .

3 – الصواب أن الأرض ثابتة والقول بحركتها وسيلة إلى القول بثبوت الشمس ، ومن قال بثبوت الشمس كفر حيث أخبر الله عز وجل أنها جارية ( والشمس تجري لمستقر لها )
قال البغدادي في الفرق بين الفرق : أجمع أهل السنة على أن الأرض ساكنة والشمس جارية .
وقال القرطبي في التفسير : الذي عليه المسلمون وأهل الكتاب أن الأرض ثابتة .






الباب الثاني والأربعون - باب قول الله تعالى ﴿فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾[البقرة:22]
وقال ابن عباس في الآية: الأنداد هو الشرك، أخفى من دبيب النمل على صفاة سوادء في ظلمة الليل، وهو أن تقول: والله وحياتك يا فلان، وحياتي، وتقول: لولا كليبة هذا، لآتانا اللصوص، ولولا البط في الدار، لأتى اللصوص، وقول الرجل لصاحبه: ما شاء الله وشئت، وقول الرجل: لولا الله وفلان، لا تجعل فيها فلاناً، هذا كله به شرك. رواه ابن أبي حاتم.
وعن عمر بن الخطاب t، أن رسول الله r قال: «مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ الله فقد كَفَرَ أو أشْرَكَ». رواه الترمذي وحسنه، وصححه الحاكم
وقال ابن مسعود: لأن أحلف بالله كاذباً أحب إلي من أن أحلف بغيره صادقاً.
وعن حذيفة t، أن رسول الله r قال: «لا تَقولُوا مَا شَاءَ الله وَشَاءَ فُلاَنٌ وَلَكِنْ قُولُوا مَا شَاءَ الله ثُمّ شَاءَ فُلاَنٌ»رواه أبو داوودَ بسند صحيح
وجاء عن إبراهيم النخعي: أنه يَكره: أعوذ بالله وبك، ويجوز أن يقول: بالله ثم بك. قال: ويقول: لولا اللهُ ثم فلان، ولا تقولوا: لولا الله وفلان.

&&& الفوائد المنتقاة على الباب الثاني والأربعين

1 – أراد المؤلف بهذه الترجمة تحذير الناس من اتخاذ الأنداد
والأنداد جمع ند وهو المثل والنظير ، وقد سمى الله عز وجل من يتخذ ويعبد من دونه أنداداً لأنهم مثلوه بالله لما عبدوه مع الله عز وجل .

2 – قوله (وقال ابن عباس في الآية: الأنداد هو الشرك، أخفى من دبيب النمل على صفاة سوادء في ظلمة الليل، وهو أن تقول: والله وحياتك يا فلان، وحياتي ) فسره رحمه الله بالشرك الخفي ومراده أنه داخل في ذلك فالشرك الأصغر داخل في اتخاذ الأنداد لكن الشرك الأكبر من دعوة الأصنام والأحجار والأموات أظهر وأبين فمراده رحمه الله تعالى التنبيه على الشرك الأصغر لأنه يجر إلى الشرك الأكبر ، فاتخاذ الواو نوع من التنديد لأن الواو تقتضي المشاركة والمساواة فيحرم ذلك ولا يجوز فعله مع الله عز وجل .

3 – قوله (وعن عمر بن الخطاب t، أن رسول الله r قال: «مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ الله فقد كَفَرَ أو أشْرَكَ». رواه الترمذي وحسنه، وصححه الحاكم ) الصواب أن الرواية عن ابن عمر عند أبي داود والترمذي والحاكم لا عمر رضي الله عنهما .

4 – قوله (فقد كَفَرَ أو أشْرَكَ ) لأن الحلف بغير الله تعظيم له واعتقاد فيه أنه يصلح لهذا الأمر.

5 – قوله (فقد كَفَرَ أو أشْرَكَ ) شك من الرواي فيحتمل هذا الشك من ابن عمر ويحتمل أن يكون ممن بعده والمعنى واحد وقد روى الإمام أحمد بإسناد صحيح عن عمر نفسه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من حلف بشيء دون الله فقد أشرك ) .

6 – الحلف بغير الله من الشرك الأصغر وقد يكون من الشرك الأكبر إذا قام بقلب الحالف أن هذا المحلوف به له شأن من التصرف في الكون أو أنه يصلح لئن يعبد من دون الله أو أنه عظيم كعظمة الله جل وعلا .

7 – قوله (وقال ابن مسعود: لأن أحلف بالله كاذباً أحب إلي من أن أحلف بغيره صادقاً ) وما ذلك إلا لأن الحلف بغير الله شرك والحلف كاذباً معصية والمعصية دون الشرك .
8 – رواية مسلم ( أفلح وأبيه إن صدق ) الصحيح أن هذا كان قبل النهي .
9 – حديث ( لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ) المراد أنه من كمال الأمن في البلاد وذهاب الخوف عن الناس وليس بداخل في مسألة التشريك .

10 – إذا قال ( بذمتك ) وأراد وقصد الحلف فلا يجوز وإذا قال ( في ذمتك ) يعنى أخبرني الحقيقة واصدقنى القول فهذا ليس بحلف .




























الباب الثالث والأربعون - باب ما جاء فيمن لم يقنع بالحلف بالله
عن ابن عمر، أن رسول الله r قَالَ: «لاَ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ. مَنْ حَلَفَ بِاللّهِ فَلْيَصْدُقْ. وَمَنْ حُلِفَ لَهُ بِاللّهِ فَلْيَرْضَ. وَمَنْ لَمْ يَرْضَ بِاللّهِ, فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ». رواه ابن ماجه بسند حسن.

&&& الفوائد المنتقاة على الباب الثالث والأربعين

1 – أراد المؤلف بيان وجوب القناعة والرضا باليمين والحكم الشرعي وأن الواجب على المؤمن أن يقنع بحكم الله وإن كان في نفسه شيء من صدق الحالف أو تهمته بذلك أو علمه أنه كاذب لأنه ليس للناس والقاضي إلا ما ظهر .

2 – قوله (لَمْ يَرْضَ بِاللّهِ, فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ ) وهذا وعيد شديد يدل على وجوب الرضا والقناعة باليمين ولا يجوز التسخط من ذلك بل يرضى ويسلم بحكم الله ويلوم نفسه لتفريطه حيث أنه لم يشهِد ولم يكتب حقه وهو مأمور بالإشهاد والكتابة .

3 – كفارة من حلف كاذباً التوبة وإرجاع الحق لصاحبه .
[/center][/b]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن عز

ابن عز


عدد الرسائل : 555
تاريخ التسجيل : 01/08/2008

التعليقات البازية على كتاب التوحيد Empty
مُساهمةموضوع: رد: التعليقات البازية على كتاب التوحيد   التعليقات البازية على كتاب التوحيد Emptyالخميس سبتمبر 04, 2008 12:51 pm


الباب الثالث والأربعون - باب ما جاء فيمن لم يقنع بالحلف بالله
عن ابن عمر، أن رسول الله r قَالَ: «لاَ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ. مَنْ حَلَفَ بِاللّهِ فَلْيَصْدُقْ. وَمَنْ حُلِفَ لَهُ بِاللّهِ فَلْيَرْضَ. وَمَنْ لَمْ يَرْضَ بِاللّهِ, فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ». رواه ابن ماجه بسند حسن.

&&& الفوائد المنتقاة على الباب الثالث والأربعين

1 – أراد المؤلف بيان وجوب القناعة والرضا باليمين والحكم الشرعي وأن الواجب على المؤمن أن يقنع بحكم الله وإن كان في نفسه شيء من صدق الحالف أو تهمته بذلك أو علمه أنه كاذب لأنه ليس للناس والقاضي إلا ما ظهر .

2 – قوله (لَمْ يَرْضَ بِاللّهِ, فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ ) وهذا وعيد شديد يدل على وجوب الرضا والقناعة باليمين ولا يجوز التسخط من ذلك بل يرضى ويسلم بحكم الله ويلوم نفسه لتفريطه حيث أنه لم يشهِد ولم يكتب حقه وهو مأمور بالإشهاد والكتابة .

3 – كفارة من حلف كاذباً التوبة وإرجاع الحق لصاحبه .

























الباب الرابع والأربعون - باب قول: ما شاء الله وشئت
عن قتيلة: أَنّ يَهُودِيّا أَتَى النّبِيّ r، فَقَالَ: إنّكُمْ تُشْرِكُونَ تَقُولُونَ: مَا شَاءَ اللّهُ وَشِئْتَ وَتَقُولُونَ: وَالْكَعْبَةِ فَأَمَرَهُمُ النّبِيّ r إذَا أَرَادُوا أَنْ يَحْلِفُوا أَنْ يَقُولُوا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ وَيَقُولُونَ مَا شَاءَ اللّهُ ثُمّ شِئْتَ. رواه النسائي وصححه.
وله أيضاً عن ابن عباس، أن رجلاً قال النبي r: ما شاء الله وشئت فقال:«أجعلتني لله نداًَ؟! بل ما شاء اللهُ وحده».
ولابن ماجه: عن الطفيل أخي عائشة لأمها قال: رأيت كأني أتيت على نفر من اليهود، قلت: إنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون: عزير بن الله قالوا: وأنتم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون: ما شاء الله وشاء محمد. ثم مررت بنفر من النصارى، فقلت: إنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون: المسيح ابن الله. قالوا: وإنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون: ما شاء الله وشاء محمد. فلما أصبحتُ، أخبرت بها من أخبرت، ثم أتيت النبي r، فأخبرته، قال: «هل أخبرتَ بها أحداً ؟». قلت نعم قال: فحمد الله، وأثني عليه، ثم قال: «أما بعد، فإن طفيلاً رأى رؤيا أخبر بها من أخبر منكم، وإنكم قلتم كلمة كان يمنعني كذا وكذا أن أنهاكم عنها، فلا تقولوا: ما شاء محمد، ولكن قولوا: ما شاء الله وحده».


&&& الفوائد المنتقاة على الباب الرابع والأربعين

1 – قوله (باب قول: ما شاء الله وشئت ) أي باب حكم ذلك .
وحكمه أنه لا يجوز وأنه نقص في التوحيد وشرك أصغر ، فلا يقل ( ما شاء الله وشاء فلان ) ولكن ليقل ( ما شاء الله ثم شاء فلان ) أو يقول ( ما شاء الله وحده ) فالأحوال ثلاثة
أ – ( ما شاء الله وحده ) وهو أكملها
ب – ( ما شاء الله ثم شاء فلان ) وهذا جائز
ج – ( ما شاء الله وشاء فلان ) وهذا لا يجوز وهو من الشرك الأصغر .

2 – قوله (أجعلتني لله نداًَ ) في اللفظ الآخر ( أجعلتني لله عدلاً ما شاء الله وحده )

3 – قوله (وإنكم قلتم كلمة كان يمنعني كذا وكذا أن أنهاكم عنها ) في الرواية الأخرى ( كان يمنعنى الحياء منكم أن أنهاكم عنها )

4 – إذا قال ( ما شاء الله وشاء فلان ) وأراد أنه مثل الله في العظمة وأنه يستقل بالمشيئة دون الله فهذا شرك أكبر .







الباب الخامس والأربعون - باب من سبّ الدهر فقد آذى الله
وقول الله تعالى ﴿وَقَالُوا مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ وَمَا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ﴾[الجاثية:24].
وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي r، قال: «قال الّلهُ تعالى: يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ. يَسُبّ الدّهْرَ. وَأَنَا الدّهْرُ. أُقَلّبُ اللّيْلَ وَالنّهَارَ». وفي رواية: «لاَ تَسُبّوا الدّهْرَ. فَإِنّ اللّهَ هُوَ الدّهْرُ».


&&& الفوائد المنتقاة على الباب الخامس والأربعين

1 – أراد المصنف بيان أن سب الدهر وغيره من الأشياء التي تنقص التوحيد وتضعفه وتنافي كماله .

2 – قوله (باب من سبّ الدهر فقد آذى الله ) سب الدهر ينقص الإيمان ويضعف التوحيد ويغضب الله عز وجل لأن الدهر مخلوق مدبر ليس في يده تصرف فهو مدبر من الله عز وجل وسبه إيذاء لله عز وجل لأنه يغضبه سبحانه ، وسب الدهر هو سب الزمان وهو الليل والنهار مثل ( قاتل الله هذه الساعة ، لعن الله هذه الساعة ) وما شابه ذلك يعنى شتمه ولعنه والدعاء عليه ، أما وصفه بالشدة فهذا ليس من السب مثل ( هذا يوم شديد ، هذا يوم عسر ، هذا يوم نحس ، هذا يوم بارد ) فهذا ليس من السبّ .

3 – قوله (لاَ تَسُبّوا الدّهْرَ. فَإِنّ اللّهَ هُوَ الدّهْرُ ) يعنى مقلب الدهر وخالقه ومصرفه ، وقد غلط من قال أن الدهر من أسماء الله كابن حزم ، فليس الدهر من أسماء الله .


















الباب السادس والأربعون - باب التَّسمِّي بقاضي القضاة ونحوه

وفي الصحيح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النّبِيّ r قال: «إِنّ أَخْنَع اسْمٍ عِنْدَ اللّهِ رَجُلٌ تَسَمّىَ مَلِكَ الأَمْلاَكِ، لاَ مَالِكَ إِلاّ اللّهُ».
قَالَ سُفْيَانُ: مِثْلُ شَاهَانْ شَاهْ. وفي رواية: «أَغْيَظُ رَجُلٍ عَلَى اللّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ, وَأَخْبَثُهُ». قوله: (أَخْنَعَ)، يعني: أَوْضَعَ.



&&& الفوائد المنتقاة على الباب السادس والأربعين

1 – أراد المؤلف بهذا الباب النهي عن الأسماء التي يكون لها تعلق بمشابهة أسماء الله عز وجل
لأنه سبحانه وتعالى له أسماء يختص بها مثل الرحمن ومالك الملك ورب العالمين والخلاق والرزاق وسلطان السلاطين وحاكم الحكام لأن من كمال التوحيد وتمام التوحيد عدم التسمي بهذه الأسماء ، فالتسمي بها نقص في التوحيد والإيمان ودخول فيما لا ينبغي .
وهذا يقع في بعض الدول يسمون ( قاضي القضاة ) وهذا لا ينبغي لأن معنى (قاضي القضاة ) هو معنى ( حاكم الحكام ) وإن كان مرادهم حكام البلد ولكن إطلاقها غير مناسب ، وأما لو قال ( قاضي قضاة مصر ، أو قاضي قضاة مكة ) فقيدها فهو أسهل والأولى تركها والتسمي بـ( رئيس القضاة ، أو أمين القضاة ) وما أشبه ذلك مما يبتعد به عن هذه الصفات المطلقة .

2 – قوله (إِنّ أَخْنَع اسْمٍ عِنْدَ اللّهِ رَجُلٌ تَسَمّىَ مَلِكَ الأَمْلاَكِ ) التسمي بهذا الاسم لا يجوز لأنه تسمي بما لا يليق به ولا يناسبه ، وإنما يليق بالله وحده سبحانه فالوصف العام والتفضيل العام مثل ( قاضي القضاة ) ( ملك الملوك )
( سلطان السلاطين ) لا يجوز للمخلوق التسمي بها تكميلاً للتوحيد وصيانة لجنابه وحرصاً على حفظ توحيده إيمانه .

















الباب السابع والأربعون - باب احترام أسماء الله تعالى وتغيير الاسم لأجل ذلك

عن أبي شُرَيْحٍ، أنه كان يُكْنَى أَبا الْحَكَم، فقال له النبي r: «إِنّ الله هُوَ الْحَكَمْ وَإِلَيْهِ الْحُكْمُ». فقالَ: إِنّ قَوْمِي إِذَا اخْتَلَفُوا في شَيْءِ أَتُوْنِي فَحَكَمْتُ بَيْنَهُمْ فَرَضِيَ كِلاَ الْفَرِيقَيْنِ, فَقَالَ: «مَا أَحْسَنَ هَذَا فَمَا لَكَ مِنَ الْوَلَدِ؟». قلت: شُرَيْحٌ وَمُسْلِمٌ وَعَبْدُ الله. قالَ: «فَمنْ أَكْبَرُهُمْ؟». قلت: قالَ قُلْتُ: شُرَيْحٌ قالَ: «فأَنْتَ أَبُو شُرَيْحِ» رواه أبو داود وغيره.


&&& الفوائد المنتقاة على الباب السابع والأربعين

1 – أراد المصنف بهذا الباب بيان وجوب احترام أسماء الله والحذر من امتهانها أو احتقارها أو تسمية غير الله بها من الأسماء التي اختص الله بها ولهذا قال (وتغيير الاسم لأجل ذلك ) أي تغيير الاسم لأجل احترامها وتعظيمها

2 – حديث أبي شريح يدل على فوائد منها
أ – احترام أسماء الله تعالى وتغيير الاسم لأجل ذلك .
ب – أن الإنسان يكنى بأكبر أبنائه وهذا هو الأفضل ولهذا قال («فَمنْ أَكْبَرُهُمْ؟». قلت: قالَ قُلْتُ: شُرَيْحٌ قالَ: «فأَنْتَ أَبُو شُرَيْحِ»
ج – فيه شرعية الإصلاح بين الناس والجماعات
د – الحديث يدل على أن التسمي بالحكم أو أبا الحكم أمر لا ينبغي لأن هذا وصف لله عز وجل فهو الحاكم بين عباده وله الحكم في الدنيا والآخرة ، في الدنيا بشرعه وفي الآخرة بنفسه سبحانه وتعالى
ولكن يرد على هذا ما جاء في الأحاديث الصحيحة تسمية الحكم والحكيم ولم يغيره صلى الله عليه وسلم وهي أصح مما يدل على أن هذا الحديث في صحته نظر ، وقد أقر النبي صلى الله عليه وسلم أسماء منها حكيم بن حزام والحكم بن عمرو الغفاري ولم يغيرها عليه الصلاة والسلام فلو كانت منكرة لغيرها صلى الله عليه وسلم فدل على أنه لا بأس بالتسمي بالحكم أو الحكيم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن عز

ابن عز


عدد الرسائل : 555
تاريخ التسجيل : 01/08/2008

التعليقات البازية على كتاب التوحيد Empty
مُساهمةموضوع: رد: التعليقات البازية على كتاب التوحيد   التعليقات البازية على كتاب التوحيد Emptyالخميس سبتمبر 04, 2008 12:53 pm


&&& الفوائد المنتقاة على الباب الخمسون

1 – أراد المؤلف بهذه الترجمة تحريم التعبيد لغير الله جل وعلا وأنه لا يجوز أن يعبد أحد لغير الله فلا يقال عبد النبي ولا عبد الكعبة ولا عبد الحسين .

2 – قوله تعالى ﴿جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا ءَاتَاهُمَا﴾ سياق الآية في آدم وحواء وهذه على ما قال السلف زلة منهما حيث اطاعا فيها الشيطان في عبد الحارث
وقال آخرون : أن الآية المراد بها جنس في بني إسرائيل وأنه وقع في بني إسرائيل .
وظاهر السياق يأبى ذلك وأنه كما قال ابن عباس وغيره من السلف وأن هذا وقع من آدم وحواء
وقال العلماء أن المعصية قد تقع من الأنبياء إذا كانت صغيرة ويحتمل أنهما حين فعلا ذلك يعتقدان أنه جائز لهما فلهذا فعلاه ولم يعلما أنه منكر وإنما كرهاه أولاً ثم خضعا لوسوسته فخفي عليهما الحكم الشرعي
والأمر محتمل لكن السياق يقتضي ما قاله ابن عباس وجماعة والله أعلم .

3 – قوله (قال ابن حزم: اتفقوا على تحريم كل اسم معبد لغير الله ) وهو من الشرك الإصغر










الباب الحادي والخمسون - باب قول الله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ﴾الآية[الأعراف:180]
ذكر ابن أبي حاتم عن ابن عباس: ﴿يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ﴾[الأعراف:180]: يشركون.
وعنه: سموا اللات من الإله، والعزى من العزيز. وعن الأعمش: يدخلون فيها ما ليس منها.



&&& الفوائد المنتقاة على الباب الحادي والخمسين

1 – قوله تعالى ( وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ) الإلحاد هو الميل بها عن الحق والإشراك مع الله فيها كمن جعل لغير الله شيئاً من العبادة كاللات والعزى وهكذا من ألحد فيها بأن أمالها عن الحق وزعم أنه لا معنى لها كالجهمية والمعتزلة .

2 – الإلحاد : هو الميل عن الحق وهو قسمان
أ – إلحاد كامل وهو ما يقع من الكفرة
ب – إلحاد ناقص وهو ما يقع من بعض المسلمين في عدم إنقيادهم إلى الحق على التمام والكمال فيكون له نوع إلحاد وميل عن الحق يفوتهم من الإسلام والإيمان بقدر ما عندهم من الإلحاد

3 - قوله (وعن الأعمش: يدخلون فيها ما ليس منها ) هذا نوع من الإلحاد بأن يسمى الله بأسماء ما أنزل بها من سلطان فلا يسمى الله إلا بما سمى به نفسه ، فتسمية آلهة المشركين آلهة إلحاد ، ونفي الصفات وتأويلها إلى غير معناها إلحاد ونفي الأسماء إلحاد ونفي بعضها وتأويل بعضها إلحاد ، فالإلحاد يتفاوت ويختلف فبعضه أشد من بعض .










الباب الثاني والخمسون - باب لا يقال: السلام على الله
في الصحيح عن ابن مسعود t، قال: كنا إذا كنا مع النبيّ r في الصلاةِ قلنا: السلامُ على اللهِ من عِبادهِ, السلامُ على فلانٍ وفلان, فقال النبي r: « لا تقولوا السلامُ على اللهِ, فإِنّ اللهَ هوَ السلامُ».





&&& الفوائد المنتقاة على الباب الثاني والخمسين

1 – أراد المصنف بهذه الترجمة حماية التوحيد .

2 – قوله (باب لا يقال: السلام على الله ) لأن الله عز وجل هو السلام فهو السالم من كل نقص وعيب والمسلِّم عباده ومعطيهم السلام فلا يقال السلام على الله لأنه هو الغني عن كل أحد ليس في حاجة إلى أحد ، فيقال السلام على فلان أي عليك السلامة والعافية لأنه محتاج إلى ذلك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن عز

ابن عز


عدد الرسائل : 555
تاريخ التسجيل : 01/08/2008

التعليقات البازية على كتاب التوحيد Empty
مُساهمةموضوع: رد: التعليقات البازية على كتاب التوحيد   التعليقات البازية على كتاب التوحيد Emptyالخميس سبتمبر 04, 2008 12:55 pm

[b][center]
الباب الثالث والخمسون - باب قول: اللهم اغفر لي إن شئتَ

في الصحيح عن أبي هريرة، أن رسول الله r قال: «لاَ يَقُلَ أَحَدُكُمُ: اللّهُمّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ. اللّهُمّ ارْحَمْنِي إِنْ شِئْتَ. لِيَعْزِمْ المسألةَ, فَإِنَّ اللهَ لاَ مُكْرِهَ لَهُ». ولمسلم: «وَلْيُعَظِمِ الرّغْبَةَ. فَإِنّ اللّهَ لاَ يَتَعَاظَمُهُ شَيْءٌ أَعْطَاهُ».


&&& الفوائد المنتقاة على الباب الثالث والخمسين

1 – أراد المؤلف بهذا أن من كمال الإيمان وكمال التوحيد العزم على المسألة وعدم التردد فلا ينبغي أن يستثني في دعائه فالله عز وجل هو الغني الكامل القادر على كل شيء فالعبد باستثنائه في الدعاء كأنه غير مضطر إلى هذا المسئول فالله عز وجل عظيم الشأن الغني الحميد فلا يتعاظمه شيء أعطاه عباده وجاد به على عباده .


























الباب الرابع والخمسون - باب لا يقول: عبدي وأمتي

في الصحيح عن أبي هريرة، أن رسول الله r قال: «لاَ يَقُلْ أَحَدُكُمُ: أَطْعِمْ رَبّكَ. وَضّئْ رَبّكَ. وَلْيَقُلْ: سَيّدِي, ومَوْلاَيَ, وَلاَ يَقُلْ أَحَدُكُم: عَبْدِي, وأَمَتِي, وَلْيَقُلْ: فَتَايَ, وفَتَاتِي, وغُلاَمِي».




&&& الفوائد المنتقاة على الباب الرابع والخمسين

1 – هذا الباب مما ينافي كمال التوحيد ولهذا ذكره المصنف في كتابه فلا يقول العبد لجاريته وغلامه : عبدي وأمتي ، تأدباً مع الله عز وجل وليقل فتاتي وغلامي فهذا من باب الكمال والتأدب مع الله عز وجل والاعتراف بأن الله عز وجل هو المالك لكل شيء وهو رب كل شيء سبحانه وتعالى .

2 – قوله ( وَلْيَقُلْ: سَيّدِي, ومَوْلاَيَ ) جاء في بعض الروايات الأخرى ( لا يقولن مولاي فإن مولاكم الله ) لكن المحفوظ عند أهل العلم رواية الإذن ، فإن كلمة ( مولى ) مشتركة فلا حرج أن يقول مولاي وسيدي لهذا الحديث




















الباب الخامس والخمسون - باب لا يُردّ من سأل الله

عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله r : «وَمَنْ سَأَلَ بالله فأَعْطُوهُ، مَنِ اسْتَعَاذَ بالله فأَعِيذُوهُ، وَمَنْ دَعَاكُم فأَجِيبُوهُ, وَمَن صَنَعَ إِلَيْكُم مَعْرُوفاً فَكَافِئُوهُ, فإِنْ لَم تَجِدُوا ما تُكَافِئُونَهُ فَادْعُوا لَهُ حَتّى تَرَوْا أَنّكُم قَدْ كَافأْتُموهُ». رواه أبو داود والنسائي بسند صحيح.


&&& الفوائد المنتقاة على الباب الخامس والخمسون

1 – ذكر المؤلف هذا الباب في كتاب التوحيد لما فيه من تعظيم الله عز وجل وإعطاء من سأل به .

2 – قوله (حَتّى تَرَوْا ) بفتح التاء أي حتى تعلموا ، وبضمها أي حتى تظنوا .

3 – المشروع لأهل الإيمان أن يعطوا من سأل بالله تعظيماً لله عز وجل وقد جاءت أحاديث تدل على كراهة السؤال بالله لما فيه من التشديد على الناس ولكن من سأل حقاًً له كالزكاة وحقه في بيت المال أو كان مضطراً وجب أن يعطى وأما إذا كان غير ذلك فالأفضل أن يعطى ولا ينبغي له أن يسأل بالله عملاً بالأحاديث الدالة على كراهة ذلك

4 – من استعاذ بالله شرع أن يعاذ ولهذا ما استعاذت الجرمية من النبي صلى الله عليه وسلم قال
( لقد عذت بمعاذ) ولم يتزوجها فالمقصود أن من استعاذ بالله فإنه يشرع أن يعاذ إذا كان ليس حقاً عليه أما إذا كان يستعيذ بالله في إسقاط حق عليه فلا ، ولا يجوز أن يستعاذ بالله في ترك الحقوق فيقول (أعوذ بالله أن تلزموني بالصلاة أو بأداء الحقوق علي )


5 – قوله (وَمَنْ دَعَاكُم فأَجِيبُوهُ ) يشرع إجابة الدعوة سواء كانت لعرس أو لغير عرس وأهمها وأعظمها دعوة العرس ولهذا جاء في الحديث ( من لم يجب الدعوة فقد عصى الله ورسوله ) رواه مسلم ، فالواجب أن تجاب الدعوة إلا أن يكون بها مانع أو يكون له مانع كأن يكون مريضاً أو بعيداً فيشق عليه الحضور للدعوة أو كانت الدعوة بها منكر كالأغاني والملاهي وشرب الخمر ، أما إذا كانت الدعوة مستقيمة وكان المدعو مستطيع وجب أن يجيب أو تأكد على الأقل لقوله صلى الله عليه وسلم ( من دعاكم فأجيبوه ) .

6 – دعوة أهل المجلس المحصورون يجب عليهم الإجابة لأنهم معينون

7 – قول ( عليك وجه الله ) ليست بحلف






الباب السادس والخمسون - بابٌ لا يُسأل بوجه الله إلا الجنة

عن جابر، قال: رسول الله r:«لاَ يُسْأَلُ بِوَجْهِ الله إِلاّ الْجَنّةُ». رواه أبو داوود.



&&& الفوائد المنتقاة على الباب السادس والخمسين
( فجر الخميس 27 / 8 / 1413هـ - التعليق على المتن )

1 - قوله ( بابٌ لا يُسأل بوجه الله إلا الجنة ) وما ذلك إلا لأن الجنة هي أعلى المطالب ووجه الله عز وجل له شرفه العظيم فلا يسأل بوجه الله إلا الجنة وما يقرب إليها .

2 – قوله (عن جابر، قال: رسول الله r:«لاَ يُسْأَلُ بِوَجْهِ الله إِلاّ الْجَنّةُ». رواه أبو داوود ) الحديث في سنده بعض الضعف ولكن ترجمة المؤلف اجتهاداً منه من باب الحيطة والكمال وإلا فقد جاءت أحاديث في السؤال بوجه الله غير الجنة .




















الباب السابع والخمسون - باب ما جاء في الـ (لو)

وقوله الله تعالى: ﴿يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَا هُنَا﴾[آل عمران:154].
وقوله: ﴿الَّذِينَ قَالُوا لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا﴾[آل عمران:168].
في الصحيح عن أبي هريرة t، أن رسول الله r قال: «احْرِصْ عَلَىَ مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللّهِ. وَلاَ تَعْجِزَنْ. وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلاَ تَقُلْ: لَوْ أَنّي فَعَلْتُ كذا لكَاَن كذا وَكَذَا. وَلَكِنْ قُلْ: قَدَرُ اللّهِ. وَمَا شَاءَ فَعَلَ. فَإِنّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشّيْطَانِ».


&&& الفوائد المنتقاة على الباب السابع والخمسين
( فجر الخميس 16 / 10 / 1413هـ - التعليق على المتن )


1 – قوله (باب ما جاء في الـ (لو) ) المقصود من هذا أنه لا ينبغي استعمالها بمعارضة القدر بل يجب التسليم والصبر وعدم معارضة القدر بقول ( لو ) عند مرض أو موت قريب أو غير ذلك ، فأمر الله وقدره نافذ وإنما شرع الأسباب لحكمة بالغة والأسباب إذا تعاطاها المؤمن ونزل القضاء فليس له أن يعترض بعد ذلك .

2 – قوله (وَلَكِنْ قُلْ: قَدَرُ اللّهِ ) يعني هذا قدر الله وما شاء فعل ، وبعضهم ضبطه ( قدّرَ الله ) يعنى هذا الشيء الواقع فجعل (قدّرَ) فعل ماضي ولفظ الجلالة فاعل ، والمعنى الأول أظهر يعنى هذا الواقع قدَرُ الله يعنى مقدور الله وما شاء فعل .

3 – قوله (فَإِنّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشّيْطَانِ ) لأن فيها اعتراض على القدر فهذا هو المنهي عنه ، وأما لو قالها تأسفاً على فوات فعل الخير فهذا لا بأس به ولا شيء فيه لأنه من باب التأسف على الخير وليس من باب الاعتراض على القدر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي )












الباب الثامن والخمسون - باب النهي عن سب الريح

عن أُبَيّ بنِ كَعْبٍ t، أن رسول الله r قال: «لا تَسُبّوا الرّيحَ, فإِذَا رَأَيْتُمْ ما تَكْرَهُونَ فَقُولُوا: الّلهُمّ إِنّا نَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ هَذِهِ الرّيحِ وَخَيْرِ ما فِيهَا وَخَيْرِ ما أُمِرَتْ بِهِ وَنَعْوذُ بِكَ مِنْ شَرّ هَذِهِ الرّيحِ وَشَرّ ما فِيهَا وَشَرّ ما أُمِرَتْ بِهِ» صححه الترمذي.




&&& الفوائد المنتقاة على الباب الثامن والخمسين
( فجر الخميس 23 / 10 / 1413هـ - التعليق على المتن )


1 - لما كان سب الريح وغيرها من المخلوقات نقص في الإيمان وضعف في التوحيد نبه المؤلف على ذلك وجعله في كتاب التوحيد ليعلم المؤمن أن سائر المعاصي مما ينقص التوحيد والإيمان فالمعاصي تنقص الإيمان وتضعف التوحيد .
وسب الريح من جملة المعاصي لأنها مخلوق مدبر ترسل بالخير والشر فلا يجوز سبها والواجب على المسلم أن يسأل الله خيرها ويستعيذ من شرها .























الباب التاسع والخمسون - باب قول الله تعالى: ﴿يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلُّهُ للهِ﴾الآية[آل عمران:154]، وقوله:﴿الظَّانِينَ بِاللهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ﴾الآية[الفتح:6]
قال ابن القيم في الآية الأولى: فُسِّر هذا الظن بأنه سبحانه لا ينصر رسوله، وأن أمره سيضمحل، وفُسر بأن ما أصابه لم يكن بقدر الله وحكمته، ففسر بإنكار الحكمة وإنكار القدر وإنكار أن يُتِمَّ أمرَ رسوله r وأن يظهره على الدين كله، وهذا هو ظن السوء الذي ظنه المنافقون والمشركون في سورة الفتح، وإنما كان هذا ظن السوء؛ لأنه ظن غير ما يليق به سبحانه وما يليق بحكمته وحمده ووعده الصادق.
فمن ظن أنه يديل الباطل على الحق إدالة مستقرة يضمحل معها الحق، أو أنكر أن يكون ما جرى بقضائه وقدره، أو أنكر أن يكون قدره لحكمة بالغة يستحق عليها الحمد؛ بل زعم أن ذلك لمشيئة مجردة، فذلك ظن الذين كفروا، فويل للذين كفروا من النار.
وأكثر الناس يظنون بالله ظن السوء فيما يختص بهم، وفيما يفعله بغيرهم، ولا يسلم من ذلك إلا من عرف الله وأسماءه وصفاته وموجب حكمته وحمده.
فليعتن اللبيب الناصح لنفسه بهذا، وليتب إلى الله، وليستغفره من ظنه بربه ظن السوء.
ولو فتشت من فتشت، لرأيت عنده تعنُّتاً على القدر وملامة له، وأنه كان ينبغي أن يكون كذا وكذا، فمستقل ومستكثر، وفتش نفسك، هل أنت سالم؟
فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة وإلا فإني لا إخالـك ناجـياً


&&& الفوائد المنتقاة على الباب التاسع والخمسين
( فجر الخميس 30 / 10 / 1413هـ - التعليق على المتن )


1 – المقصود من هذا الباب أن كثيراً من الناس لا يسلّم لله حكمته وقدره السابق ، بل يسيء الظن بالله عز وجل فيظن أن ما وقع من الأشياء التي تخالف هواه أنه لم يكن عن حكمة وعن قدر سابق ، ومنهم من يظن أنه لمجرد المشيئة لا عن حكمة ، ومنهم من يظن أن الله قد جار على عباده وظلمهم فأفقر فلاناً وأمرض فلاناً والمنافقون ظنوا بالله ظن السوء من جهة أن الله لا ينصر أولياؤه ورسوله ومن جهة أن أفعال الله لا تقع عن حكمة بل لمجرد المشيئة المجردة .








الباب الستون - باب ما جاء في منكري القدر
وقال ابن عمر: والذي نفس ابن عمر بيده، لَوْ كان لأحَدِهِمْ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَباً ثم أَنْفَقَهُ في سبيل الله مَا قَبِلَهُ الله مِنْهُ حَتّى يُؤْمِنَ بالْقَدَرِ، ثم استدلّ بقول النبي r «الإيمان أنْ تُؤْمِنَ بالله وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَومِ الآخِرِ وَتُؤْمِنَ بالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرّهِ».
وعن عبادة بن الصامت، أنه قال لابنه: يا بني! إنك لن تجد طعم الإيمان حتى تعلم أنّ ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، سمعت رسول الله r يقول: «إِنّ أَوّلَ مَا خَلَقَ الله الْقَلَمَ. فقال: أُكْتُبْ. قال: رب! ومَاذا أَكْتُبُ؟ قال: اكْتُبْ مقادير كل شيء حتى تقومَ الساعة»، يا بني! سمعت رسول الله r يقول:«من مات على غير هذا، فليس مني.»
وفي رواية لأحمد: « إِنّ أَوّلَ مَا خَلَقَ الله تعالى القلم، فقال له: أكتب، فجري في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة».
وفي رواية لابن وهب: قال رسول الله r: «فمن لم يؤمن بالقدر خيره وشره، أحرقه الله بالنار».
وفي المسند والسنن عن ابنِ الدّيْلَمِيّ، قال: أتَيْتُ أُبَيّ بنَ كَعْبٍ, فَقُلْتُ: فِي نَفْسِي شَيْءٌ مِنْ الْقَدَرِ فَحَدّثْنِي بِشَيء لَعَلّ الله يُذْهِبَهُ مَنْ قَلْبِي، فقَالَ: لَوْ أنْفقْتَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبَاً مَا قَبِلَهُ الله تَعَالَى مِنْكَ حَتّى تُؤْمِنَ بالْقَدَرِ، وَتَعْلَمَ أنّ مَا أصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ وَأَنّ مَا أخْطَأكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ, وَلَوْ مُتّ عَلَى غَيْرِ هَذَا لَكُنْتَ مِنْ أَهْلِ النّارَ. قال: فأتَيْتُ عَبْدَ الله بنَ مَسْعُودٍ وحُذَيْفَةَ بنَ الْيَمَانِ وزَيْدَ بنَ ثَابِتٍ، فكلهم حدثني بمثل ذلك عن النبي r. حديث صحيح رواه الحاكم في صحيحه.


&&& الفوائد المنتقاة على الباب الستين
( فجر الخميس 20 / 5 / 1414هـ - التعليق على المتن )

1 – لما كان الإيمان بالقدر من أصول الإيمان وضع المؤلف باب القدر في هذا الكتاب لأن ذلك مما يحصل به التوحيد وينتفي به الكفر ولهذا قال (باب ما جاء في منكري القدر ) أي من الوعيد الشديد والتحذير الأكيد من إنكاره وتكذيبه ، وقد كان المسلمون في عهده صلى الله عليه وسلم قد آمنوا بالقدر وسلموا لله أمره
ثم نبتت نابتة بعد ذلك في آخر عهد الصحابة فأنكروا القدر وقالوا الأمر أنفٌ وزعموا أن في إثبات القدر خلافاً ومنافاة للعدل وأنه كيف تقدر الأمور ثم يعاقب العاصي والكافر على ما فعلوا
وكان الإمام الشافعي يقول في شأن القدرية ( ناظروهم بالعلم فإن أقروا به خصموا وإن أنكروه كفروا ) والمعنى قولوا لهم : هل يعلم الله الأشياء قبل وجودها ؟ فإن قالوا : نعم يعلمها قبل وجودها ، فهذا هو القدر أن الله علم الأشياء قبل وقوعها وكتبها عنده وهو يعلمها قبل أن تقع ، وإن أنكروا وقالوا : لا يعلم . كفروا لأنهم في هذه الحالة نسبوا الله إلى الجهل ، والله يقول ( إن الله بكل شيء عليم ) فمن نسب ربه إلى الجهل وأنه لا يعلم الأشياء فقد طعن وتنقص غاية التنقص فيكون كافراً ولهذا ذهب جمع غفير من أهل العلم من أهل السنة والجماعة إلى كفر القدرية لأنهم كذبوا بالقدر وأنكروا العلم في الحقيقة .

2 – الإيمان بالقدر يشمل أموراً أربعة
أ – علم الله بالأشياء
ب – كتابته لها
ج – أنها سبحانه خالق كل شيء
د – أن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن .



الباب الحادي والستون - باب ما جاء في المصَوِّرين
وعن أبي هريرة t، قال: رسول الله r: «قَالَ اللّهُ تعالى: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ كَخَلْقِي؟ فَلْيَخْلُقوا ذَرّةً. أَوْ لِيَخْلُقُوا حَبّةً. أَوْ لِيَخْلُقُوا شَعِيرَةً» أخرجاه.
ولهما عن عائشة رضي الله عنها، أنّ رسول الله r قال: «أَشَدّ النّاسِ عَذَاباً يَوْمَ الْقيَامَةِ, الّذِينَ يُضَاهِئونَ بِخَلْقِ اللّهِ».
ولهما عن ابن عباس ‏‏رضي الله عنهما: سمعت رسول الله r يقول: «كُلّ مُصَوّرٍ فِي النّارِ. يُجْعَلُ لَهُ بِكُلّ صُورَةٍ صَوّرَهَا نَفْسٌ يُعَذّبُ بها فِي جَهَنّمَ»
ولهما عنه مرفوعا«مَنْ صَوّرَ صُورَةً فِي الدّنْيَا كُلّفَ أَنْ يَنْفُخَ فِيهَا الرّوحَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وَلَيْسَ بِنَافِخ».
ولمسلم عَنْ أَبِي الْهَيّاجِ، قال: قَالَ لِي عَلِيّ. » أَلاّ أَبْعَثُكَ عَلَىَ مَا بَعَثَنِي عَلَيْهِ رَسُولُ اللّهِ r: أن لاَ تَدَعَ صُورَةً إِلاّ طَمَسْتَهَا، وَلاَ قَبْراً مُشْرِفاً إِلاّ سَوّيْتَهُ «.


&&& الفوائد المنتقاة على الباب الحادي والستين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن عز

ابن عز


عدد الرسائل : 555
تاريخ التسجيل : 01/08/2008

التعليقات البازية على كتاب التوحيد Empty
مُساهمةموضوع: رد: التعليقات البازية على كتاب التوحيد   التعليقات البازية على كتاب التوحيد Emptyالخميس سبتمبر 04, 2008 12:56 pm


1 – التصوير من الكبائر التي تنقص توحيد الموحدين وتعرضهم لغضب الله وتعرضهم للنار ولهذا ذكر المؤلف هذا الباب تحذيراً لأهل التوحيد والإيمان من هذه المعصية الكبيرة

2 – قوله (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ كَخَلْقِي؟ ) أي لا أحد أظلم فهو استفهام بمعنى النفي والمراد التحذير والتنفير من هذا العمل .

3 – أجمع أهل العلم على أن تصوير ذوات الأرواح من الكبائر ، والمحرم ما إذا كان له ظل ، وأما ما لا ظل له فقد خالف فيه بعض التابعين وأجمع الأئمة الأربعة والجمهور على أنه محرم أيضاً كالذي له ظل وقول الجمهور هو الصواب لأن الأحاديث عامة تعم ما له ظل وما لا ظل له وتعم التصوير الشمسي المعروف الآن وغيره ، وأما ما وقع الناس فيه اليوم من الحاجة والضرورة إلى التصوير فهذا يقيد بقيده فإنه إذا اضطر إلى ذلك يكون من باب المكره على الشيء كما في حفيظة النفوس وغيرها .







الباب الثاني والستون - باب ما جاء في كثرة الحلف
وقول الله تعالى: ﴿وَاحْفَظُوا أَيْمانَكُمْ﴾[المائدة:89].
وعن أبي هُرَيْرَةَ tقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ r يَقُولُ: «الْحَلِفُ مَنْفَقَةٌ لِلسّلْعَةِ, مَمْحَقَةٌ لِلكسب» أخرجاه.
وعن سَلمان، أن رسول الله r قال: «ثَلاَثَةٌ لاَ يُكَلّمُهُمُ الله, وَلاَ يُزَكّيهِمْ, وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ: أُشيمط زان، وعائل مستكبر، ورجل جعل الله بضاعته، لا يشتري إلا بيمينه، ولا يبيع إلا بيمينه». رواه الطبراني بسند صحيح.
وفي الصحيح عن عمران بن حصين t، قال: قال رسول الله r: «خيرُ أمّتي قَرني, ثمّ الذين يَلونهم, ثمّ الذين يَلونهم. -قال عِمرانُ: فلا أدري أذكرَ بعدَ قرنِه مرتين أو ثلاثاً-. ثمّ إنّ بعدَكم قوماً يشهدون ولا يُستشهدون ويخونون ولا يُؤْتَمَنون, ويَنذرون ولا يَفون, ويَظهر فيهم السّمَن».
وفيه عن ابن مسعود، أن النبي r قال: «خيرُ النّاسِ قَرني, ثمّ الذين يَلونهم, ثمّ الذينَ يَلونَهم. ثمّ يَجيءُ أقوامٌ تَسبِقُ شهادةُ أحدِهم يَمينَه ويَمينُهُ شهادتَه». قال إبراهيم: وكانوا يَضرِبونَنا على الشهادةِ والعَهد ونحن صغار.


&&& الفوائد المنتقاة على الباب الثاني والستين

1 – أراد المؤلف بهذا الباب أن كثرة الحلف نقص في الإيمان ونقص في التوحيد لأن كثرة الحلف تفضي إلى شيئين :
أ – أحدهما : التساهل في ذلك وعدم المبالاة
ب – الكذب فإن من كثرت أيمانه وقع في الكذب
فينبغي التقلل من ذلك وحفظ الأيمان ولهذا قال سبحانه ( واحفظوا أيمانكم ) وهذا الأمر للوجوب فيجب حفظ اليمين إلا من حاجة لها كالمصلحة الشرعية والخصومة ونحو ذلك .

2 - قوله (قال عِمرانُ: فلا أدري أذكرَ بعدَ قرنِه مرتين أو ثلاثاً ) المحفوظ أنه مرتين كما رواه أحمد في المسند من حديث عمر رضي الله عنه ومن حديث ابن مسعود كما هنا .

3 – نذر الطاعة يجب الوفاء به ونذر المعصية لا يجوز الوفاء به لقوله صلى الله عليه وسلم ( من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعص الله فلا يعصه ) والصواب أن عليه كفارة يمين في نذر المعصية.

4 – قوله (ويَظهر فيهم السّمَن ) أي يغلب على الناس ويكثر فيهم بسبب إقبالهم على الدنيا وكثرة التنعم بها وهو إشارة إلى الإعراض والغفلة وقلة الاستعداد للآخرة.

5 – قوله (ثمّ يَجيءُ أقوامٌ تَسبِقُ شهادةُ أحدِهم يَمينَه ويَمينُهُ شهادتَه ) وهذا لعدم مبالاته واستهتاره وقلة إيمانه .






الباب الثالث والستون - بابُ ما جاء في ذِمّة الله وذمّة نبيه r
وقوله تعالى: ﴿وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنْقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾[النحل:91].
وعن بُرَيْدَةَ، قال: كانَ رسولُ الله r إذا أمّر أميراً على جَيْشٍ أو سريَّة أوْصَاهُ في خَاصّتهِ بِتَقْوَى الله ومَنْ مَعَهُ مِنَ المُسْلِمِينَ خيَراً، فقال: اغْزُوا بِسْم الله في سبيلِ الله, قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بالله, اغْزُوا ولا تَغلُّوا تغدِروا ولا تَمْثلُوا, ولا تَقْتُلُوا وَليداً, فإذا لَقِيتَ عَدُوُكَ مِنَ المُشْرِكِينَ فادْعُهُمْ إلى ثلاثِ خِصَالٍ (أو خِلاَلٍ) فأيّتهن ما أجَابُوكَ فاقْبَلْ مِنْهُمْ وكُفّ عنْهُمْ، ثم ادْعُهُمْ إلى الإسلامِ فإن أجَابُوكَ فاقْبَلْ مِنْهُمْ، ثم ادْعُهُمْ إلى التّحَوُّلِ مِنْ دَارِهِمْ إلى دَارِ المُهَاجِرِينَ, وأخْبِرْهُمْ أنهم إن فَعَلُوا ذلكَ فإنّ لَهُمْ ما لِلْمُهَاجِرِينَ وَعَلَيْهِمْ ما عَلَى المُهَاجِرِينَ, فإنْ أبَوْا أنْ يَتَحَوّلُوا منها فأَخْبِرْهُمْ أنّهُمْ يَكُونُوا كأعْرَابِ المُسْلِمِينَ يَجْرِي عَلَيْهِمْ حُكْمُ الله تعالى, ولا يكون لَهُمْ في الغَنِيمَةِ والْفَيءِ شَيْءٌ إلاّ أن يُجَاهِدُوا مع المُسْلِمِينَ, فإنْ هم أبَوْا فاسألهم الجِزْية، فإن هم أجَابُوكَ فاقْبَلْ مِنْهُمْ وكُفّ عنْهُمْ، فإنْ هم أبَوْا فَاسْتَعِنْ بالله وَقَاتِلْهُمْ. وإذا حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ فَأَرَادُوكَ أنْ تَجْعَلَ لهم ذمَّةَ الله وذِمّةَ نَبيّهِ فلا تَجْعَلَ لَهُمْ ذِمّةَ الله وذِمّةَ نَبِيّهِ ولكِنْ اجْعَلْ لَهُمْ ذِمّتَكَ وذِمَة أصْحَابِكَ, فإنّكُمْ أنْ تَخْفِرُوا ذِمّتكُمْ وَذِمّة أصْحَابِكُمْ أَهْوَنْ مِنْ أنْ تُخْفِرُوا ذِمّةَ الله وذِمّةَ نبيِهِ, وإذا حَاصَرْتَ أهْلَ حِصْنٍ فأرَادُوكَ أنْ تُنزلهم على حُكْمِ الله فلا تُنْزِلُهُمْ على حُكْمِ الله ولكن أنْزِلْهُمْ على حُكْمِكَ فَإِنّكَ لاَ تَدْرِي أتُصِيبُ حُكْمَ الله فيهِمْ أم لا» رواه مسلم.


&&& الفوائد المنتقاة على الباب الثالث والستين

( فجر الخميس 26 / 6 / 1414هـــ - التعليق على المتن )

1 – قوله (بابُ ما جاء في ذِمّة الله وذمّة نبيه r ) يعنى باب ما جاء في تعظيمها وعدم إخفارها والتحذير من جعلها للناس لأن جعلها للناس وسيلة إلى إخفارها وهذا من باب تعظيم ذمة الله وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم ومن مقام إكمال التوحيد والإيمان .

2 – قوله (ولا تَقْتُلُوا وَليداً ) الصغار والنساء لا يقتلون إلا إذا قاتلوا .

3 – قوله (ثم ادْعُهُمْ إلى الإسلامِ ) الكفار يدعون عموماً للإسلام ولا تؤخذ الجزية إلا من اليهود والنصارى ومن في حكمهم كالمجوس والجزية عن الرجال الأشداء أما النساء والصبيان من أهل الكتاب فلا جزية عليهم
وأما سائر المشركين كالوثنين والشيوعين فيقاتلون حتى يسلموا إما السيف وإما الإسلام .

4 – قوله (مِنْ أنْ تُخْفِرُوا ) الخفر الحماية والإخفار الغدر







الباب الرابع والستون - باب ما جاء في الإقسام على الله
عَنْ جُنْدَب بن عبد الله t، قال : قال رسول الله r «قَالَ رَجُل: وَاللّهِ لاَ يَغْفِرُ اللّهُ لِفُلاَنٍ، فقال اللهُ عز وجل: مَنْ ذَا الذِي يَتَأَلَّى عَلَيّ أَنْ لاَ أَغْفِرَ لِفُلاَنٍ. فَإِنّي قَدْ غَفَرْتُ لِهُ. وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ» رواه مسلم
وفي حديث أبي هريرة أن القائل رجل عابد. قال أبو هريرة: تَكَلّمَ بِكَلِمَةٍ أَوْبَقَتْ دُنْيَاهُ وَآخِرَتَهُ.




&&& الفوائد المنتقاة على الباب الرابع والستين

( فجر الخميس 24 / 7 / 1414هـــ - التعليق على المتن )

1 – قوله (باب ما جاء في الإقسام على الله ) لما كان الإقسام على الله جرأة على الله ونقصاً في التوحيد وضعفاً في الإيمان ذكره المصنف هنا .

2 – قوله (وفي حديث أبي هريرة أن القائل رجل عابد ) هذا يدل على أن الإنسان قد يغار غيرة فاسدة فيجترئ على الله عز وجل فقد يكون غيوراً فيتكلم بكلمة لا يلقي بالاً يهوي بها في النار وقد يكون غيوراً فيأمر بالمعروف وينهى عن المنكر عل غير بصيرة فلا بد من التقيد بالحدود الشرعية في الأمر والنهي

3 – قول الرجل ( ما أظن الله عز وجل يدع فلاناً من العقوبة ) هذا القول لا يجوز ويخشى عليه أن يكون من المتألين .















الباب الخامس والستون - باب لا يُستشفع بالله على خلقه

عن جبير بن مطعم t، قال: جاء أَعْرَابِيٌ إلى النبي r، فقالَ: يَا رَسُولَ الله! نُهِكَتِ الأنْفُسُ، وجاع الْعِيَالُ، وَهَلَكَتِ الأمْوَالُ فَاسْتَسْقِ لَنَا ربَّك فإِنّا نَسْتَشْفِعُ بالله عَلَيْكَ وبِكَ عَلَى الله. قالَ رَسُولُ الله r: «سبحان الله، سبحان الله», فَمَا زَالَ يُسَبّحُ حَتّى عُرِفَ ذَلِكَ في وُجُوهِ أَصْحَابِهِ, ثُمّ قالَ: «وَيْحَكَ أَتَدْرِي مَا الله؟ إِنّ شَأْنَ الله أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ, إنه لا يُسْتَشْفَعُ بالله عَلَى أَحَدٍ»وذكر الحديث. رواه أبو دوواد



&&& الفوائد المنتقاة على الباب الخامس والستين

( فجر الخميس 19 / 10 / 1414هـــ - التعليق على المتن )

1 – هذا الباب فيه التحذير من الاستشفاع بالله على خلقه وذكره المؤلف هنا من باب كمال التوحيد وكمال الإيمان فلا يقل : إني استشفع بالله عليك يا فلان فهذا لا يجوز ولكن يستشفع بالمخلوق على المخلوق فإذا قال : استشفع بك يا فلان على فلان فلا بأس به ، أما الاستشفاع بالله على فلان فلا يجوز لأن القاعدة أن المستشفع به دون المشفوع إليه والله عز وجل فوق كل عظيم وشأن الله عز وجل أعظم وأجل .

2 – حديث جبير بن معطعم في سنده بعض الضعف ولكن المعنى صحيح وأنه لا يستشفع بالله على أحد وهذا هو الأحوط


3 – قوله (سبحان الله، سبحان الله ) يقال سبحان الله والله أكبر عند ذكر العظيم المحبوب فرحاً به وعند ذكر العظيم المبغض إنكاراً له .















الباب السادس والستون - باب ما جاء في حماية النبي r حمى التوحيد وسدِّه طرق الشرك
عن عبد الله بن الشخير t، قال: انْطَلَقْتُ في وَفْدِ بَنِي عَامِرٍ إِلَى رَسُولِ الله r، فَقُلنا: أَنْتَ سَيّدُنا. فقَالَ: «السّيّدُ الله تبارك وتعالى». , قُلْنا: وَأَفْضَلُنا فَضْلاً وَأَعْظَمُنَا طَوْلاً. فَقَالَ «قُولُوا بِقَوْلِكم أَوْ بَعْضِ قَوْلِكمُ وَلاَ يَسْتَجْرِيَنّكمْ الشّيْطَانُ». رواه أبو داوود بسند جيد.
وعن أنس t: أن ناساً قالوا: يا رسول الله يا خيرنا وابن خيرنا! وسيدنا وابن سيدنا! فقال«ياأيّها النّاسُ قُولُوا بِقولِكُمْ ولا يَسْتَهْوِيَنّكُمْ الشّيْطَانُ, أنا محمدٌ عَبْد الله وَرَسُولُه, ما أحِبّ أنْ تَرْفَعُوني فَوْقَ مَنْزِلَتِي التي أنزلني الله عَزّ وَجَلّ» رواه النسائي بسند جيد.


&&& الفوائد المنتقاة على الباب السادس والستين
( فجر الخميس 26 / 10 / 1414هـــ - التعليق على المتن )

1 – تقدم في أول الكتاب باب ما جاء في حماية النبي صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد وسده طرق الشرك فالباب الأول فيما يتعلق بالأعمال فنهى عن اتخاذ المساجد على القبور والغلو فيها لأنه من وسائل الشرك وهنا حماية التوحيد من جهة الأقوال ، وهناك ذكر جناب التوحيد وهو الجزء منه وهنا ذكر الحمى والحمى خارج عن الذات فهذه الترجمة أبلغ فيما يتعلق بالحمى وفيما يتعلق بالأقوال والترجمة الأولى تتعلق بجزء وذات التوحيد وهو جنابه

2 – قوله (فقَالَ: «السّيّدُ الله تبارك وتعالى» ) هذا من باب التواضع وإلا فهو سيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام ولكنه نهى صلى الله عليه وسلم عن ذلك من باب التواضع ولئلا يقعوا في الغلو والشرك















الباب السابع والستون - باب ما جاء في قول الله تعالى: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ والسَّمَوَاتُ مَطْوِيَاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾[الزمر: 67]
عن ابن مسعود t، قال: جَاءَ حَبْرٌ من الأحبار إلى رسول اللهr، فقال : يَا مُحَمّدُ ‍! إنا نجد أن الله يجعل السّمَاوَاتِ عَلَىَ إِصْبَعٍ، وَالأَرَضِينَ عَلىَ إِصْبَعٍ، وَالشّجَرَ عَلَىَ إِصْبَعٍ، وَالْمَاءَ عَلَىَ إِصْبَعٍ، وَالثّرَى عَلَىَ إِصْبَعٍ، وَسَائِرَ الْخَلْقِ عَلَىَ إِصْبَعٍ، فَيَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ. فضَحِكَ النبي r حَتّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، تصديقاً لقول الحبر، ثُمّ قَرَأَ:«﴿وَمَا قَدَرُوا اللّهَ حَقّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ الآية» متفق عليه.
وفي رواية لمسلم: وَالْجِبَالَ وَالشّجَرَ عَلَىَ إِصْبَعٍ، ثُمّ يَهُزّهُنّ فَيَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ، أنا الله.
وفي رواية للبخاري: يجعل السّمَاوَاتِ عَلَىَ إِصْبَعٍ، وَالْمَاءَ وَالثّرَىَ عَلَىَ إِصْبَعٍ، وَسَائِرَ الْخَلْقِ عَلَىَ إِصْبَعٍ.
ولمسلم عن ابن عمر مرفوعاً : «يَطْوِي اللّهُ عَزّ وَجَلّ السّمَاوَاتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. ثُمّ يَأْخُذُهُنّ بِيَدِهِ الْيُمْنَىَ. ثُمّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ. أَيْنَ الْجَبّارُونَ؟ أَيْنَ الْمُتَكَبّرُونَ؟ ثُمّ يَطْوِي الأَرَضِينَ السبع ثُمّ يَأْخُذُهُنّ بِشِمَالِهِ. ثُمّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ. أَيْنَ الْجَبّارُونَ؟ أَيْنَ الْمُتَكَبّرُونَ؟».
وروي عن ابن عباس، قال : ما السماوات السبع والأرضون السبع في كف الرحمن إلا كخردلة في يد أحدكم.
وقال ابن جرير: حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد: حدثني أبي، قال: قال رسول الله r: «ما السماوات السبع في الكرسي إلا كدراهم سبعة ألقيت في ترس»
قال: وقال أبو ذر t: سمعت رسول الله r يقول: «ما الكرسي في العرش إلا العرش إلا كحلقة من حديد ألقيت بين ظهري فلاة من الأرض».
وعن ابن مسعود، قال: بين السماء والتي تليها خمسمائة عام، وبين كل سماء وسماء خمسمائة عام، وبين السماء السابعة والكرسي خمسمائة عام وبين الكرسي والماء خمس مئة عام، والعرش فوق الماء، والله فوق العرش، لا يخفي عليه شيء من أعمالكم. أخرجه ابن مهدي عن حماد بن سلمة عن عاصم عن زر عن عبد الله. ورواه بنحوه المسعودي عن عاصم عن أبي وائل عن عبد الله. قاله الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى، قال: وله طرق.
وعن العباس بن عبد المطلب t، قال: قال رسول الله r «هل تدرون كم بين السماء والأرض ؟ قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: بينهما مسيرة خمسمائة سنة، ومن كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة سنة، وكثف كل سماء مسيرة خمسمائة سنة، وبين السماء السابعة والعرش بحر بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض، والله تعالى فوق ذلك، وليس يخفى عليه شيء من أعمال بني آدم ». أخرجه أبو دواد وغيره.

&&& الفوائد المنتقاة على الباب السابع والستين
( فجر الخميس 3 / 11 / 1414هـــ - التعليق على المتن )

1 – قوله (جَاءَ حَبْرٌ ) يقال حَبر بالفتح وحِبر بالكسر هو العالم .

2 – قوله (عَلَىَ إِصْبَعٍ ) فيه إثبات الأصابع لله عز وجل وأنها خمسة أصابع .



3 – قوله (ثُمّ يَأْخُذُهُنّ بِشِمَالِهِ ) هذا فيه إثبات اليدان لله عز وجل وأن أحداهما تسمى يميناً والأخرى تسمى شمالاً وهي شمال من جهة الأسم وأما من حيث المعنى والشرف فكلتا يديه يمين مباركة ليس في شيء منها نقص ولهذا قال في الرواية الأخرى (وكلتا يديه يمين )

4 – قوله (وعن ابن مسعود ) حديث صحيح جيد .

5 – قوله (وعن العباس بن عبد المطلب ) الحديث فيه انقطاع .





وفي الختام نسأل الله عز وجل أن ينفع بهذا العمل قائله وكاتبه وناقله والدال عليه وأن يرزقنا وإياكم
علماً نافعاً ورزقاً طيباً وعملاً متقبلاً ونية صالحة وعقيدة صافية وإتباعا في سبيل وسنة واقتداءً في هدى وصلاح .
[/center][/b]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التعليقات البازية على كتاب التوحيد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
«®°·.¸.•°°·.¸.•°™ منتدى فلة ™°·.¸.•°°·.¸.•°® :: القسم الاسلامى :: قسم خاص بالكتب الاسلامية-
انتقل الى: